تسببوا في تفكيك الاسر والازمات النفسية حذر المستشار النفسي ومفسر الرؤى والأحلام السعودي محمد الحمد، من انجراف العديد من النساء والشباب صغار السن بالاتصال ببعض القنوات الفضائية الحديثة لتفسير أحلام ورؤى ومعرفة أسرار النجوم والأبراج والحظ خلال هذه الفترة، مؤكدا أن الفراغ وكثرة الأزمات الاقتصادية والنفسية والمشكلات الزوجية في السعودية دفعت كثر من الجنسين للقيام بذلك. وأضاف أن "بعض القنوات غير المعروفة"، تعتمد في دخلها على الاتصالات الهاتفية ورسائل الهاتف، ويعمل فيها بعض مفسري الأحلام الوهميين والمدعين من بعض الجنسيات العربية، الذين يعتمدون على كتب تفسير غير صحيحة، الأمر الذي أثر على نفسيات كثير من النساء والشباب من خلال التفسير الخاطئ الذي قد يؤدي إلى نشوب خلافات عائلية ومشاكل كثيرة ناجمة عن تلك التفسيرات." وقال الحمد في حديث لCNN بالعربية، إن "هناك العديد من القنوات على القمرين النايل سات والعرب سات تعرض بعض البرامج الخاصة على أنها استشارات نفسية أو تفسير أحلام في الفترة المسائية لكي تجذبهم للاتصال، وهي عبارة عن أعمال درامية لا يعلم عنها المتصلين أيا كان." وأضاف يقول: "إن بعض المرتزقة يستهدفون النساء بنسبة 85 في المائة و15 في المائة الشباب المراهقين وصغار السن، وذلك لمعرفة أبراجهم وحظوظهم بشكل خاص، وهي ظاهرة بدأت تزيد خلال هذا العام 2011." وأشار إلى أن زيادة أعداد المتصلين خصوصا من صغار السن من الجنسين يعتبر ظاهرة غريبة في العالم العربي، إذ اقتصرت تفسير الأحلام في السنوات الماضية على كبار السن من الجنسين. وتزيد تلك الاتصالات والبرامج على بعض القنوات في الأقمار الصناعية المشاهدة بكثرة في دول الخليج بشكل خاص، حيث يدعون بمعرفة علم الغيب والحظ لكل متصلة أو متصل. وطالب الحمد الجهات ذات العلاقة، والقائمين على وزارة الاتصالات السعودية وعرب سات وهيئة الاتصالات ووزارة الثقافة والإعلام بمنع تلك القنوات أو ظهور هؤلاء المدعين على شاشاتهم، وكشف حقائقهم بأنهم مدعين لا يعرفون في تفسير الأحلام والرؤى أي شي بل بالعكس تسبب في الكثير من المشكلات والأزمات العائلية لدى كثيرين بالسعودية، وصل بعضها إلى الطلاق ودمار الأسرة بالكامل. وقال: "السبب لدمار تلك البيوت هو اتصال لبضعة دقائق أدى إلى تفكيك أسرة كاملة وتصديق المرأة لبعض هؤلاء المدعين والكهان المرتزقة في تلك القنوات مبتعدين عن الكتاب والسنة في تلك الأمور، وهذا يدل على جهل بعض النساء وتصديقهن لخزعبلات هؤلاء المرتزقة الذين يمارسون أعمالهم بعيدا عن عين الرقابة ودون التشهير بما يقدمونه ويكذبون به." وكشف الحمد عن أن العديد من رجال الأعمال بدأوا يهتمون بمعرفة تفسير أحلامهم زاد بشكل كبير بعد الأزمات المتتالية، ومنها انهيار سوق الأسهم السعودية في مطلع العام 2006 وجاء بعده ألازمه المالية في العام 2009، الأمر الذي جعل الكثير من رجال الأعمال يقبلون بشكل كبير على تفسير الأحلام خوفاً من الخسارة أو الدخول في شركات غير مجدية. ولفت الحمد إلى أن الجيل الجديد من رجال الأعمال يمثلون النسبة الأعلى في الإقبال على تفسير الأحلام، إذ تصل نسبتهم إلى حوالي 70 في المائة من رجال الأعمال الشباب، خصوصاً من منهم حديثي الالتحاق بشركات ومؤسسات وتجارة عائلاتهم. أما سيدات الأعمال، فأشار الحمد إلى انه في الفترة الماضية كانت النساء السعوديات يمثلن نسبة 90 في المائة ممن يقبلن على تفسير الأحلام، إلا أن الرجال خلال العامين الماضيين زاد إقبالهم بشكل كبير، تحديداً ممن يعملون في العمليات التجارية وعالم المال والأعمال. وأضاف أن الأمر لا يقتصر على السعوديين فحسب بل امتد إلى الكويت والدوحة وأبو ظبي، وان عدد رجال الأعمال ومدراء الشركات الذين يتصلون ويرسلون عبر الموقع الالكتروني ولا يقفون عن هذا الحد بل يزورون الشركة بهدف معرفة ماذا تخبئ لهم أحلامهم. وأشار إلى أن العاصمة الرياض تمثل العاصمة الأكثر إقبالا على تفسير الأحلام، ويأتي بعدها أبو ظبي ثم الكويت ومن ثم الدوحة ثم مدينة جده. وأضاف الحمد إلى أن هناك الكثير من الرجال والنساء على حد سواء لا يعرفون الفرق بين الرؤى والأحلام، إضافة إلى أن العديد من الشباب تراودهم مجرد كوابيس فقط. وأوضح الحمد أن العديد من سيدات الأعمال السعوديات تتمحور أحلامهم ورؤاهم في معرفة ما إذا زوجهم ينوي الزواج عليهن بأخرى، أم أن أموالهن ستتعرض للنصب والاحتيال. وقال الحمد إن العام 2011 يعتبر الأكثر تأثيرا على النساء والأطفال وجعل النساء يحلمن بكوابيس كثيرة بسبب ما يشاهدنه من عمليات قتل وحروب في العالم العربي جعلتهن يحلمن بأحلام سيئة ونفسيات مضطربة. من جانبه أكد الشيخ احمد الخالد أن تفسير الأحلام تأتي ضمن الكتاب والسنة، وان المفسرين المؤثوق بهم قلة في السعودية، ومسألة التفسير تعتبر هبة ونعمة من الله سواء لمفسر أو مفسره. وأضاف بأن هناك بعض الأشخاص المجتهدين الذين يدرسون مسألة التفسير ويعتمدون على كثرة الخيارات في أي تفسير بناء على الأدلة المقدمة. وحذر الخالد من بعض القنوات التي تربط التفسير بمسالة النجوم وغيرها، وقال:"هذا أمر لا يجوز على رغم انتشاره مؤخرا بشكل كبير، " مؤكدا على أن ضعف الوازع الديني يكمن وراء هذا كله. من جهة أخرى، قالت منى الأحمد، أن ما يدور حاليا في العالم العربي جعل النفوس غير مستقرة، وتشعر بعدم الأمان، وهذا يكثر لدى النساء والأطفال جراء ما يظهر في الإعلام، وما يحدث في العالم العربي بشكل عام، الأمر الذي جعل هناك مخاوف كثيرة وحرص على تفسير بعض الأحلام والرؤى خوفا من وقوعها.