توقيت زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المفاجئة إلى طرابلس الثلاثاء الماضي، حتما له علاقة قوية بالنهاية السريعة التى لحقت بالقذافى وأفراد عائلته. فبعد أقل من 24 ساعة على زيارتها لقى العقيد معمر القذافى الهارب مصرعه وتم اعتقال نجله المعتصم كما قتل فى الأحداث عدد كبير من القادة البارزين فى نظامه بينهم وزير الدفاع. وكانت قد تمنت هيلاري كلينتون، بعد وصولها طرابلس أن يتم العثور على العقيد الليبي معمر القذافي أو وقوعه في الأسر أو مقتله قريباً. وهو الآن أصبح واقعا. تمنياتها تحققت ويبدو أنها كانت تقرأ فى كتاب مفتوح . من هنا فالزيارة جاءت لوضع الترتيبات النهائية لمرحلة ما بعد القذافى الفعلية ورحيله وإلى الأبد. ويمكن استنتاج أن وصول الوزيرة الأمريكيةلطرابلس جاء بعد معلومات شبه مؤكدة من الاستخبارات الأمريكية بأن قوات التحالف على بعد خطوات قليلة من مكان القذافى وأنه محاصر وانتهى مفعوله. وربما يكون قد تم القبض عليه أو قتله وتم أرجأ الإعلان عن النبأ لحين تريب الأوضاع النهائية والسيطرة الكاملة على سرت والقضاء على بعض الرموز . الشواهد على ذلك كثيرة منها الأسبوع الماضى تم التأكيد على اعتقال المعتصم القذافى من قبل المجلس الوطنى ولكن بعد يوم تم نفى الخبر واليوم تأكد اعتقاله فى حين لم يظهر أى إثر للمعتصم طوال الأسبوع الماضي مما يرجح فرضية انه كان معتقلا بالفعل. نفس الأمر ينطبق على اغتيال القذافى فربما يكون قد تم اغتياله قبل أيام بعد اعتقاله واستجوابه ومعرفة كل المعلومات أو بالفعل قتل اليوم . الأمر المؤكد أن هناك تفاصيل كثيرة لن تظهر بعد وسوف يكشف عنها فى المستقبل . فما الذى يدفع كلينتون إلى المغامرة ودخول طرابلس قبل التأكد من أن نظام القذافى قد انتهى وإلى الأبد وأن كتائب القذافى أصبحت بلا رأس أو حتى جسد. بكل ما تمثله من خطورة فى ليبيا . مجرد تحرك وزيرة الخارجية والهبوط بطائراتها فى طرابلس له دلالة قوية على أنها تأكدت أن كل شىء على ما يرام. نظام القذافى الآن تأكدت نهايته بالفعل ويبقى الدور على سيف الإسلام القذافى فهو فى نظر الشعب الليبى العدو الأول بعد والده وهو الشاب المتغطرس الذى نجح فى أن يحصد كل هذه الكراهية له ولوالده ولعائلته من فرط غروره وتكبره واستغلاله للنفوذ والسلطة وامتهان كرامة الشعب . ونهاية القذافى كانت متوقعة لكن السيناريو لم يكن أحد يتوقعه فهذا الرئيس الذى اشتهر بمخالفة كل الأعراف والقواعد كان بامكانه مغادرة ليبيا إلى النيجر أو الجزائر لكنه ، كان يعتقد أنه سيعود من جديد لحكم ليبيا ولم يتعلم من مصير من سبققوه فهو يعيش فى عالم القذافى الذى لا يعترف بالواقع واعتقد انه يرث بلد فى حجم ليبيا لا ينازعه مخلوق على وجه الأرض فيها وهو يأمر فيطاع ويتحدى فيكسب ويراهن فيربح لكن لكل بداية نهاية وأسوأ النهايات نهاية الظالم. هبطت طائرة أقلت الوزيرة الأمريكية، قادمة من مالطا، في مطار طرابلس وسط إجراءات أمنية مشددة، من قبل قوات المجلس الوطني الانتقالي. واستبقت الوزيرة الأمريكية وصولها إلى طرابلس بتقديم الشكر إلى مالطا، على مساعدتها للحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ضد قوات القذافي، والتي مهدت الطريق أمام الثوار لإسقاط نظام القذافي بعد 42 عاماً في الحكم.