أعلنت لجنة نوبل بالاكاديمية السويدية يوم الخميس فوز توماس ترانسترومر أشهر الشعراء السويديين الذين لا يزالون على قيد الحياة بجائزة نوبل للاداب لعام 2011 وذلك بعد اكثر من 20 عاما من اصابته بجلطة حدت من قدرته على الكلام والحركة لكنها لم تحد من قدرته على الكتابة. وحصل الشاعر (80 عاما) على الجائزة لاشعاره المتدفقة الغنية بالبلاغة وبالصور التي استقاها من طبيعة بلاده والتي تستكشف معان واسعة مثل الخلود والحقيقة والعزلة والاصلاح. وقوبل فوز سويدي لاهم جائزة ادبية وتبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.45 مليون دولار) لاول مرة منذ عام 1974 بترحيب حار في السويد التي لا تحظى انجازاتها الثقافية بالانتشار باستثناء شهرة كاتبي الجريمة هينينج مانكل وستيج لارسون وفريق أبا الغنائي الذي اشتهر في حقبة السبعينات. وفي مؤتمر صحفي قصير وقفت مونيكا زوجة ترانسترومر بجواره واجابت على العديد من الاسئلة مباشرة. واصيب الشاعر بشلل جزئي في جانبه الايمن ويعاني من صعوبة في النطق لكنه تمكن من وصف شعوره بالفوز بالجائزة بكلمات قليلة قائلا "حسن جدا. حسن جدا." وقالت زوجته للصحفيين "كنا سعداء ومندهشين. لم ندرك بعد ان هذا حقيقي. وكأي محب سويدي مسن للادب كنا نجلس امام تلفازنا لمشاهدة من يحصل على الجائزة. "وكنا نأمل ان يحصل على الجائزة شاعر. وحصل عليها شاعر مع ميزة اضافية كبيرة." وكثيرا ما كانت تتردد في السنوات الاخيرة أحاديث عن فوز ترانسترومر بالجائزة وكان يرشح لها كل عام منذ عام 1993. وترانسترومر شغوف بالموسيقى الى جانب الشعر وما زال يعزف على البيانو بيده اليسرى. وينعكس حبه للموسيقى على بعض من قصائده وتدعى احداها "اليجرو" ويقول فيها: بعد يوم أسود أعزف لحنا لهايدن وأحس بقليل من الدفء في يدي اصابع (البيانو) جاهزة تسقط عليها المطارق الرقيقة والصوت أخضر مفعم بالحيوية ويملؤه الصمت. ويقول هذا الصوت ان الحرية موجودة ولم يعد أحد يدفع الضريبة لقيصر. وكان من بين الاسماء المرشحة لنيل الجائزة قبل الاعلان عنها الشاعر السوري ادونيس والاديب الياباني هاروكي موراكامي ومغني البوب الامريكي بوب ديلان. وكانت اخر مرة يفوز فيها سويدي بجائزة نوبل في الاداب في عام 1974 عندما اقتسمها ايفيند جونسون وهاري مارتنسون مما اثار جدلا كبيرا حينها لانهما كانا عضوين في الاكاديمية. وترانسترومر هو رابع اوروبي يحصل على الجائزة خلال السنوات الخمس الماضية بينما لم يحصل عليها امريكي منذ 1993 عندما حصل عليها توني موريسون مما ادى الى انتقادات للجائزة بأنها تدور حول اوروبا فقط ووصف بيتر انجلوند الامين الدائم للاكاديمية السويدية ترانسترومر بأنه "واحد من اهم الشعراء في العالم اليوم." ورحب الصحفيون بالتصفيق باعلان فوز ترانسترومر ووردت عشرات الرسائل على موقع منظمي جائزة نوبل على الانترنت. وكان رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلدت من اوائل من هنأوا ترانسترومر بالجائزة وقال في بيان "اعرف ان كثيرين تمنوا ذلك لفترة طويلة." وولد ترانسترومر في ستوكهولم في 15 ابريل نيسان عام 1931 لام تعمل مدرسة وأب يعمل صحفيا. وكان ديوانه "17 قصيدة" الصادر عام 1954 واحدا من اكثر البدايات الادبية المشهودة في هذه الفترة. وبعد حصوله على درجة علمية في علم النفس قسم ترانسترومر وقته بين الكتابة والعمل كعالم نفسي. والى جانب شعبيته في السويد ترجمت أشعار ترانسترومر الى اكثر من 60 لغة