شهدت ساحة القصاص في المدينة المنوّرة، قبل قليل، تنازل أهل الدم عن قاتل ابنهم الشاب عبد العزيز العنزي، الذي كان قد وجَّه في وقتٍ سابقٍ عبر "سبق" نداءَ استغاثةٍ من داخل السجن، أملاً في تدخل أهل الخير والحصول على عفو الكرماء لإنقاذه من سيف القصاص. وبفرحةٍ غامرةٍ وكلمات تسبقها دموعُ الفرح، لم يستطع عبد العزيز وصف شعوره وإحساسه. وقال ل "سبق": أشكر الله، ثم أولياء الدم؛ لكرمهم وإحسانهم، كما أشكر الذين سعوا وساهموا في قضيتي. وقدَّم شكره لصحيفة "سبق" على نشر مناشدته والتي كُللت بالعفو من قبل أولياء الدم. وعن شعوره لحطة نزوله إلى ساحة القصاص، قال: الحمد لله أنا رجلٌ مؤمن، حتى بعد نزولي وتلاوة البيان لم أفقد الأمل في الله سبحانه وتعالى ثم في القلب الكبير لولي الدم، والحمد لله لم يخيب الله أملي. وكان عبد العزيز العنزي قد قال في مناشدته إنه ابتُلي بجريمة القتل عندما كان طالباً في المرحلة الثانوية في محافظة العُلا، ويبلغ من العمر حينها (19 عاماً)؛ حيث اشترك في مشاجرةٍ داخل الفصل الدراسي، تطورت إلى عراكٍ جماعي بعد الانصراف من المدرسة، استخدم خلالها "عصا" أصابت القتيل في مقتل. وأكّد أنه لم يكن ينوي القتل، وما حدث ابتلاءٌ وغلطة ندم عليها أشدَّ الندم، وبات إثرها حبيساً خلال فترة شبابه. وأشار آنذاك إلى مخاوفه من تنفيذ الحكم، قائلاً: "والله لم أعد أستطيع النوم، في كل لحظة أتوقع أن يُنادى بي إلى ساحة القصاص، أُرهقت نفسياً وجسدياً، وتعرّضت لأقسى لحظات العمر وأنا في فترة الشباب".