مركز رضوان الذي يتبع إداريا لمحافظة الطائف يقع على مسافة 135 كلم شرقا على طريق الرياضالطائف السريع، وإلى الشمال منه يقع جبل (الرضوان) الذي استمد المركز اسمه منه. سكان رضوان يكنون حبا لهذا الجبل كونه شاهدا على ميلاد هذه المدينة عام 1375ه، حيث بدأت أولى مراحل الإعمار والاستيطان فيها من منازل طينية إلى عمائر وفلل وأسواق، وكونه الشاهد الأزلي على معاناتهم وحرمانهم من الخدمات. تمثل المحكمة الشرعية أولى المطالب لأهالي رضوان منذ أكثر من ثلاثة عقود، وقد تسبب عدم وجودها في تكبد السكان عناء السفر إلى المدن الأخرى، خصوصا لإجراء الوكالات أو تصديق عقود الزواج، كما أشار إلى ذلك كل من عبدالله البقمي ومشعل البقمي، مضيفين «نحن لانستطيع استخراج الصكوك لأراضينا ومزارعنا، وفي حالات الإفراغ لا بد من سفر البائع والمشتري مسافة 300 كلم حيث أقرب محكمة، والغريب أن شركة الكهرباء تطالب أصحاب المنازل الجديدة بصكوك للحصول على الخدمة وهي تعلم أن رضوان بلا محكمة شرعية!». فرع البلدية وخدمات النظافة في رضوان في أدنى مستوى لها، فالقمامة بحسب محمد محماس البقمي أصبحت لها حاويات من ابتكار الأهالي عبارة عن «شبرك» توضع في زوايا المنازل والمحال التجارية ليتولى نقلها مجموعة من العمالة بمقابل مادي، معربا عن أمله في افتتاح فرع للبلدية لإخراجها من الواقع المؤلم الذي تعيشه الآن. معاناة الضمان والإعانات ويعاني المسنون والأرامل والمعوقون في رضوان الأمرين أيام صرف الضمان الاجتماعي، حيث يضطرون إلى السفر مسافة 100 كلم للوصول إلى أقرب صراف لصرف الرواتب والضمان والإعانات الأخرى. المركز الصحي والطوارئ ويستغرب كل من محمد حسين البقمي ومحمد عبدالله البقمي من توقف مشروع إنشاء المقر الجديد للمركز الصحي في رضوان منذ أكثر من ثلاث سنوات دون معرفة الأسباب، علما بأن دوام المركز لساعات محددة وعدم المناوبة في الفترة المسائية قد زادا من معاناة السكان، خصوصا في حالات الحوادث المرورية والتسمم وحدوث حالات طارئة للنساء تستدعي سفرهن إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي في الطائف، معربا عن أمله في أن يكلف المركز الصحي بالعمل بنظام الطوارئ خدمة للأهالي والمسافرين، ومحاسبة المتسبب في تأخر المقر الحكومي للمركز طوال السنوات الماضية. سفر الموتى وعند حدوث وفاة لا بد من السفر بالميت بحسب محمد نشاء إما للخرمة على مسافة 160 كلم أو للطائف من أجل تغسيله وتكفينه ومن ثم العودة به للصلاة عليه ودفنه، وكل ذلك بسبب عدم وجود مغسلين للموتى من الجنسين للعمل في مغسلة الموتى التي تم بناؤها بجوار المقبرة والتي تفتقر لأبسط مستلزمات غسيل الموتى، مقترحا على أمانة الطائف التعاقد مع مغسلين ومغسلات للموتى للعمل في مثل هذه المراكز والقرى احتراما لحرمة وكرامة الموتى. الماء والكهرباء «شويط» شاب في مقتبل العمر كافح لسنوات لبناء منزله حتى يكمل نصف دينه ويحتفل بزواجه، غير أن ذلك لم يتم حتى الآن بسبب رفض فرع الشركة السعودية للكهرباء في الطائف إدخال عداد الخدمة له كحال جميع المنازل الجديدة بسبب عدم وجود صكوك عليها، متسائلا: كيف لنا بالصكوك ولا يوجد لدينا محكمة؟ وكيف تم إدخال الخدمة للسكان خلال السنوات الماضية وترفض الشركة طلباتنا الآن؟ ومن المسؤول عن جعل منزلي الجديد يسبح في الظلام، مضيفا أن شركة الكهرباء رفضت إدخال الكهرباء لمنزل مجاور لمنزله يعود لشخص معوق (أصم وأبكم) ظل يراجع الشركة أربع سنوات. وعن الماء، يشير عبدالله البقمي أن رضوان منطقة خالية من المياه الجوفية ولا يشرب سكانها إلا من مياه التحلية عبر الوايتات، معربا عن أمله في وجود خزان مرتبط بشبكة توزيع منزلية لوضع حد لمعاناتهم من البحث عن الماء عبر الصهاريج التي أتلفت ولوثت الشوارع. طالبات الثانوية والجامعات إن أقرب كلية جامعية لرضوان تقع في محافظة الخرمة على مسافة 160كلم، وهذه المسافة ذهابا وإيابا يوميا كافية لرسم معاناة كل طالبة تحصل على الثانوية العامة في رضوان وترغب في إكمال دراستها، حيث تشاهد وقبل الفجر يوميا طوابير سيارات النقل الخاصة تجوب الحي لنقلهن إلى الخرمة في رحلة سفر تحفها المخاطر بحسب نشاء البقمي، مضيفا أننا في رضوان بين نارين فإما حرمان بناتنا من التعليم الجامعي أو تعريضهن للمخاطر اليومية وانتظارهن حتى يعدن بقلق يومي، متطلعا أن تتجاوب جامعة الطائف مع مطالب الأهالي المتكررة بفتح فرع لكلية التربية في أقرب وقت ممكن، فيما يشكل الفراغ مشكلة لشباب رضوان حيث لا وجود لأي أندية أو مكتبات عامة لتفريغ طاقاتهم المكبوتة.