استلهام التراث في العملية الإبداعية، حركة واعية ومتوازية بين الشعور الجمعي المخزون في الذاكرة الشعبية وبين اللاشعور الشخصي وهو ملكة ثقافية خاصة. والتراث الشعبي بكافة أنواعه ماهو إلا ما ينقل من ثقافة الشعوب المختلفة لما يعكس اتجاهاتها وميولها وتطلعاتها، ولذلك كانت العلاقة بينه وبين ابداع الشعوب علاقة كبيرة ومترابطة بلاشك، كما أنه نتاج ثقافة شعبية عريضة شاركت في تأسيس وتنظيم وجدان وعقل الإنسان العربي، وهي بالتالي إحدى مكونات الثقافة العربية. في عملية الإبداع، يأتي التراث الشعبي عاملاً هاماً من عوامل بناء ذلك الإبداع، إذ بدونه لن يأتي الإبداع، ومن هنا وعلى سبيل المثال في الفنون الشعبية الحركية المتنوعه نجد إبداعاً وتفرداً، بل نجد له حضوراً جميلاً في مختلف المحافل الشعبية، في منطقتنا العربية نجد اهتماماً بالتراث الشعبي يدعمه اهتمام اعلامي ينقله ولعل القنوات الفضائية المختلفة والمتخصصه في الأدب الشعبي دليلاً واضحاً على ذلك الأهتمام، وهذا جميل بالطبع ليفاء التراث الشعبي في صورته الجميلة دائماً. نحن ندرك تماماً على ساحة الأدب الشعبي بأن (الثقافة الشعبية) غنية بإبداعاتها الفنية الرفيعة التي أصبحت هامه للأدباء، ويستلهمون منها كالشعراء والفنانون في المجالات كافة نماذجهم وصورهم الإبداعية، وأهمية إدراك الباحثين للقدرات الإبداعية للفنان الشعبي في جميع أنواعه كفنون كالشعر والغناء والرقصات الشعبية المتنوعه التي تحاكي عادات وتقاليد الشعوب المختلفة. إن النمو الإبداعي الحالي في التراث الشعبي أتى وفقاً لانتشار عريض يرسم هويته في ظل معطيات كثيرة أسهمت في رقيه إلى حدٍ كبير ، ولعل الصورة الإعلامية الداعمة حالياً له بالعديد من قنواتها جعلت لذلك النمو مكاناً بين شرائح المجتمع المختلفة ، فهو أدب محلي يخاطب الكل وليس فئة محددة فقط وهذا ما جعله يحظى بشريحة كبيرة من المتابعين والمتذوقين له بكافة أنواعه وأشكاله. ويبقى الإبداع في تراثنا الشعبي قائماً طالما هناك حفظاً له وتوثيقاً يواكب معطياته وتطوره. أخيراً : ضميه ليلي وأشعلي به ألف لون ضميه في ريحة ورودك يكتمل دخيل مشيك والدلع تكفى بهون دخيل عطرٍ فيك .. ورديٍ وفل