انتقد الدكتور سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، التشدد في وضع "البدون" في الخليج العربي وتركهم بلا هوية، مطالباً بتصحيح أوضاعهم بشكلٍ نظامي تدريجي, وقال "إن الأوضاع الإنسانية لهذه الفئة يجب أن تصحح من خلال السعي في منح الجنسيات ولو بشكل تدريجي"، مؤكداً ضرورة معالجة الشرخ الطبقي والتعصب المرفوض بشكلٍ حاسم ومدروس. وشدد خلال حلقة أمس من برنامج "ميلاد" والتي جاءت بعنوان "بدون" على ضرورة أن تكون هناك خطط جاهزة وصادقة مبنية على الشفافية والوضوح والإقناع؛ لأنه لا يمكن تغيير واقع الناس دون إقناعهم، مشيراً إلى أن الحصول على الجنسية يمكن أن يكون بشكلٍ تدريجي، وقال "المهم أن يعرف الإنسان أن هناك طريقاً ولو بعد حين، لأنه لا شيء يقتل الإنسان مثل شعوره بأن الأفق مسدود".
وأضاف الشيخ العودة قائلاً "حتى لو افترضنا أن بعض هؤلاء أتوا بإقامة غير شرعية، فإنهم قدموا منذ عشرات السنين، وربما مات الآباء وبقي الأبناء والأسر"، مشيراً إلى أن كثيراً من الناس قد يُحكم عليه بمغادرة البلد الذي ولد فيه ولا يعرف غيره بل لا يجيد إلا اللغة المحلية التي يتكلم بها.
وقال"إذا كان العدد قليلاً فهو أدعى إلى حل مشكلتهم، أما إذا كان العدد كبيراً فمعناه أن المشكلة تتطلب معالجة جذرية، محذراً من مخاطر تركها دون حل" .
وشدد العودة على ضرورة معالجة قضية الطبقية، في التعامل مع "البدون" وعدم النظر إليهم على أنهم طارئون أو غرباء، أو قادمون من وراء البحار، أو أنهم أحياناً عون للأعداء، مشيراً إلى ضرورة أن تكون هناك خطط واضحة وتعامل إيجابي واستثمار لنعم الله، بحيث لا يقع عليهم ظلم أو ضيم، فما يتعلق بالتعليم أو الصحة أو المراجعة في الدوائر الحكومية, مؤكداً ضرورة أن تكون هناك حلول جذرية تتداعى إليها كل الدوائر الحكومية بحيث لا تكون حلولاً تقليدية.
وأضاف العودة أن القبيلة يمكن أن تكون مؤسسة اجتماعية؛ في التواصل، والإيثار، والدعم، والإسناد، والتعارف بين أفراد القبيلة، في الملمات، والمشاريع التنموية والبناء، والإصلاح، مشيراً إلى أن هناك "مبرات الآن موجودة في الكويت لعددٍ من القبائل، مثل "الرشايدة" و"العوازم" و"مطير" وغيرها من القبائل لمساعدة الفقير والمحتاج وتزويج الشباب.
وأشار إلى أن الانتماء للقبيلة ليس مما يُعاب الإنسان عليه، ولكن فرق بين هذا وبين أن تتحول القبيلة إلى طعن في الآخرين، أو فخر مفرط، أو تعالٍ وإحساس بالتفوق، والنبي- صلى الله عليه وسلم- يقول "كلكم لآدم وآدم من تراب"، ونهى عن الفخر بالآباء والأجداد، وقال لأبي ذر: «إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ» حينما عيَّر بلال وقال له "يا ابن السوداء"، حتى وضع أبو ذر- رضي الله عنه- خده في التراب وأمر بلالاً أن يطأ عليه حتى تخرج منه هذه الجاهلية.