كشف الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي تفاصيل لقائه مع السفير الأمريكي بالرياض وكبار المسؤولين بالسفارة الذي تم قبل أيام في دعوة للسحور وجهت له مع العديد من رموز المجتمع السعودي في فندق الفيصلية. وقال الوهيبي إن اللقاء تناول برامج ومشروعات الندوة العالمية التنموية والتعليمية وان السفير أبلغه حضور وفد من السفارة الأمريكية حفل الإفطار السنوي العاشر الذي تنظمه الندوة العالمية غداً الثلاثاء في قاعة بريدة بفندق الإنتركونتننتال، بحضور 450 سفيراً ودبلوماسياً وداعماً لبرامج الندوة ومناشطها. وأوضح الوهيبي أنه لا يعلم هل سيحضر السفير الأمريكي الحفل أم سيبعث من ينيبه، مؤكداً أنه سيكون وفداً من السفارة منهياً مقاطعة الأمريكيين لحفل إفطار الندوة التي استمرت ثماني سنوات، حيث لم يحضر السفير الأمريكي إلا الحفل الأول بقاعة المقصورة عام 1424ه، ثم قاطع الأمريكيون الحفل. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده في الأمانة العامة مساء أمس: إنه تم توجيه الدعوة إلى جميع السفارات المعتمدة في الرياض وعددها 107 سفارات، إضافة إلى 7 منظمات دولية. وذكر أن الهدف من الحفل مد جسور التواصل بين الندوة بصفتها مؤسسة تطوعية إنسانية دولية تهتم بالشباب وبين الدبلوماسيين المعتمدين في المملكة وتعريفهم ببرامجها وأنشطتها ومشروعاتها التنموية والتعليمية، وبعادات وتقاليد المملكة والشعب السعودي في رمضان، وكذلك الاحتفاء بالداعمين والمساندين لبرامج الندوة والمتطوعين. وشدد الأمين العام للندوة العالمية على الاهتمام الكبير للبعثات الدبلوماسية بحفل الإفطار السنوي للندوة والحرص على الحضور. وأشار الوهيبي إلى أن "الدعوة لإفطار الدبلوماسيين توجّه إلى جميع السفارات المعتمدة في المملكة ولكل سفارة خيار الحضور أو عدم الحضور، ونحن في الندوة على اتصال دائم بجميع السفارات للتعريف ببرامج وأنشطة الندوة". وعن حضور السفير الروسي لحفل الإفطار قال إنه حضر في العامين الماضيين وتوقع حضوره غداً، مؤكداً ضرورة أن "تستمر القنوات مفتوحة بيننا وبين السفارات حتى لو كانت رؤانا مختلفة تجاه بعض القضايا، فالقضايا الإنسانية يجب أن ندعمها جميعاً، ويجب أن نحرص على العلاقة الطيبة مع الجميع نحن نقوم بعمل إنساني وإغاثي وتعليمي في روسيا وداخل الجمهوريات المستقلة، ولسنا منظمة سياسية". وقال الأمين العام إن الندوة العالمية للشباب الإسلامي منظمة مفتوحة للجميع، ونرحب بأي زيارة من سفير أي سفارة، مضيفاً أنه زار العديد من السفارات والتقى عدداً كبيراً من السفراء المعتمدين للتعريف بنشاط الندوة وبرامجها. وقال: إن بعض السفارات الأجنبية بدأت تقيم حفلات إفطار رمضانية وهذا أمر جميل، مشيراً إلى أهمية العلاقات العامة التي تقوم بها السفارات والمؤسسات والهيئات، وقال: إنه عمل رديف للعمل الرسمي. وذكر أن حفل إفطار الإنتركونتننتال يتضمن إلقاء اثنين من الدبلوماسيين كلمتين ثم كلمة للداعمين وكلمة للأمين العام للندوة العالمية تتضمن قضية أو أكثر من القضايا الإنسانية، وهي تحمل رسالة الندوة، مشيراً إلى العديد من القضايا المثارة الآن من أحداث سوريا وبورما والصومال والعراق وأفغانستان ودول الربيع العربي. وقال الوهيبي: "بدأنا عملنا الإغاثي لمساعدة مسلمي بورما ووصف الصمت الدولي على ما يحدث من تطهير عرقي بأنه جريمة بشعة". ووصف الأمين العام للندوة العالمية الوضع الإنساني في ميانمار "بورما" بأنه كارثة كبيرة جداً. وقال: "للأسف يسكت المجتمع الدولي عن هذه الكارثة، وهناك حالة صمت كبير عما يجري في ميانمار، ونحن في الندوة بدأنا العمل الإغاثي للاجئين البورميين بثلاثة ملايين ريال لدعم الجوانب الإنسانية، وهناك اجتماع في 3 أغسطس دعت إليه منظمة التعاون الإٍسلامي في ماليزيا وسوف نحضر لتنسيق العمل الإنساني وصياغة موقف يرفع إلى اللقاء الطارئ للمؤتمر الإسلامي الاستثنائي الذي سيعقد في مكةالمكرمة يومي 26 و27 رمضان". وقال: خطورة الوضع في ميانمار أن الحكومة البورمية والقيادات البوذية تقوم بإلهاب مشاعر البوذيين ضد المسلمين هناك ولا تعترف بأنهم مواطنون بورميون وتحرق مساجدهم ومنازلهم والوضع الإنساني صعب. وطالب بعمل إنساني منظم وأن تفتح بورما أبوابها للمنظمات الإنسانية ودعا الأمين العام للندوة العالمية حكومة خادم الحرمين الشريفين إلى معالجة هذه المشكلة مع حكومة ميانمار. وأضاف أن الندوة بدأت عملها الإغاثي للاجئين السوريين منذ الشهر الأول لاندلاع الأزمة. وقال: الأوضاع الإنسانية داخل سوريا كارثية والمنظمات الإغاثية ممنوعة من الدخول. وثمّن الوهيبي الحملة التي وجّه بها خادم الحرمين الشريفين لدعم الشعب السوري وتقديم العون له في محنته، وقال: إنها انطلقت من دور المملكة في مد يد العون والمساعدة للأشقاء السوريين. وقال الوهيبي إن ما قامت به المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية لإغاثة ومساعدة اللاجئين السوريين في الخارج غير كافٍ. وقال الوهيبي إن الندوة العالمية منظمة تطوعية إنسانية تهتم بالجانب الإغاثي والإنساني والتنموي ولا تنظر إلى الجانب السياسي، مشيراً إلى الدور الكبير الذي تقوم به الجمعيات الإغاثية والإنسانية في دول الخليج وخصوصاً التي تنطلق من المملكة وقطر والإمارات والكويت. وقال: إن دول الخليج أكبر منطقة مانحة وداعمة للعمل الإغاثي والإنساني في العالم الإسلامي، مضيفاً أن العاملين في الجمعيات الإغاثية والإنسانية في حالة استنفار دائم، لكثرة من يحتاجون إلى إغاثة ومساعدة. وتطرق الأمين العام إلى الأزمة المالية العالمية التي أثرت في المؤسسات الإنسانية في أوروبا ودول العالم. وقال: "منذ 3 سنوات تواجه هذه الهيئات الإنسانية أزمة مالية تلقي بظلالها على العمل الإنساني الذي تقوم به، والأموال والتبرعات التي كانت تقدم لها تقلصت بشكلٍ كبير، لذلك جاء الكثير من هذه المنظمات الدولية الإنسانية إلى دول الخليج للحصول على تمويل لبرامجها". وعن اتفاقية المقر بين حكومة المملكة والندوة العالمية قال الأمين العام: إن الاتفاقية ستوقّع قريباً، ونحن مستعدون لذلك، وناقشنا بعض بنودها وتم التوصل إلى شيء مقبول يلبي احتياجات الطرفين، خصوصاً أن الندوة العالمية انطلقت من المملكة ونشأت في هذا البلد المبارك ودعمها من السعودية، ونحن جزءٌ من هذا البلد، ولنا رسالة إنسانية دولية، مؤكداً دعم قيادات المملكة لحفل الإفطار السنوي للدبلوماسيين والداعمين، مشيراً إلى رسائل شكر وصلت إلى الندوة من العديد من المسؤولين. وكشف الأمين العام عن إخفاق مبادرة مونترو التي كانت تقودها سويسرا، وقال إن "أربع جهات إسلامية خيرية دخلت في حوارات في سويسرا والدوحة من أجل كتابة ميثاق يقنن ويحدد أطر وأهداف العمل الخيري، وتم تقديم ميثاق من الجانبين ووافقنا عليه ووافقنا على المبادرة ولكن لما بدأنا الحوار في التفاصيل تبيّن لنا عدم جدية الأطراف الأخرى واكتشفنا أنهم غير جادين في الأمر وأن هناك دوافع سياسية فرفضنا ذلك وانسحبنا لأننا نعمل عملاً خيرياً إنسانياً إغاثياً ولا صلة لنا بأي عمل سياسي". لكنه كشف عن نجاح مبادرة "المنتدى الإنساني الدولي" الذي يضم منظمات إنسانية إسلامية وغربية. وقال: إنه سجل في لندن وأمينه العام د. هاني البنا وله دورٌ كبيرٌ في العمل الإنساني. وأضاف أن هناك مبادرات كثيرة بين المؤسسات والهيئات الإغاثية لكنها تحتاج إلى جهد ومال ورجال وخبرات. وكشف الأمين العام للندوة العالمية عن تنفيذ الندوة العالمية لبرامج موجهة للشباب في مونديال لندن، وقال: نشارك في هذه الملتقيات الشبابية ببرامج موجّهة إلى الشباب لأنها مؤسسة شبابية عالمية.