قبل أشهر وجهت الغرفة التجارية والصناعية في الرياض رسالة تضامن مع الشعب السوري، وألغت اللقاء الذي كان مخططاً له مع وفد من رجال الأعمال الروس، لكن الندوة العالمية للشباب الإسلامي في إفطارها السنوي، تتوقع استجابة لحضور السفير الروسي لدعوتها، وترى ضرورة أن تستمر القنوات مفتوحة مع السفارة الروسية وغيرها. وقال الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي في مؤتمر صحافي بمناسبة الإفطار السنوي العاشر: «يجب أن نحرص على العلاقة الطيبة مع الجميع، نحن نقوم بعمل إنساني وإغاثي وتعليمي في روسيا وداخل الجمهوريات المستقلة، ولسنا منظمة سياسية». هذه الخطوة تزعج الشعب السوري الذي مدت له الندوة العالمية للشباب الإسلامي يدها منذ 16 شهراً، إذ يقول الوهيبي: «نعمل على مساعدة اللاجئين السوريين منذ 16 شهراً، إلا أن عمليات الإغاثة داخل سورية صعبة جداً، لأن النظام لا يسمح للمنظمات والهيئات الإغاثية الإنسانية العمل في داخلها». وثمّن الحملة التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين لدعم الشعب السوري، وتقديم العون له في محنته، وقال: إنها انطلقت من دور المملكة في مد يد العون والمساعدة للأشقاء السوريين، وكشف عن قيام الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالعمل الإغاثي بين النازحين السوريين إلى تركيا والأردن ولبنان منذ الشهر الأول من الأزمة، وأضاف: إن دورنا في الجمعيات والمؤسسات الإغاثية إنساني، ووصف الأوضاع الإنسانية داخل سورية بأنها كارثية، وقال: هناك كارثة إنسانية كبيرة داخل سورية، فالمدن تُدك بالمدفعية الثقيلة وتُقذف بالطائرات وتُهدم أحياء وتُدمر المنازل، وما نسمعه عن الأوضاع في حلب كارثي ومأسوي، ولم تستطع المنظمات الإنسانية الدولية الدخول إلى داخل سورية، لتقديم الإغاثة حتى المفوضية العامة للأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، لم يسمح لهما بالدخول، ورفض النظام السوري السماح بممرات آمنة للإغاثة الإنسانية. وقال الدكتور الوهيبي: «الوضع في سورية اليوم كارثي بمعنى الكلمة، هناك ملايين من النازحين في الداخل ومئات الألوف من اللاجئين هربوا من سورية إلى الأردن ولبنان وتركيا، بل ذهب بعضهم إلى ليبيا»، مطالباً العالم كله بوقفة قوية لتقديم عمل إنساني كبير. وشدّد الأمين العام للندوة العالمية على الاهتمام الكبير للبعثات الدبلوماسية بحفلة الإفطار السنوية للندوة والحرص على الحضور، وذكر أن الحفلة تتضمن إلقاء اثنين من الدبلوماسيين كلمتين، ثم كلمة للداعمين وكلمة للأمين العام للندوة العالمية، تتضمن قضية أو أكثر من القضايا الإنسانية، وهي تحمل رسالة الندوة، مشيراً إلى العديد من القضايا المثارة الآن من أحداث سورية وبورما والصومال والعراق وأفغانستان ودول الربيع العربي. وقال الدكتور صالح الوهيبي: إن الندوة العالمية منظمة تطوعية إنسانية، تهتم بالجانب الإغاثي والإنساني والتنموي، ولا تنظر إلى الجانب السياسي، مشيراً إلى الدور الكبير الذي تقوم به الجمعيات الإغاثية والإنسانية في دول الخليج، وخصوصاً التي تنطلق من المملكة وقطر والإمارات والكويت، وقال: إن دول الخليج أكبر منطقة مانحة وداعمة للعمل الإغاثي والإنساني في العالم الإسلامي، مضيفاً أن العاملين في الجمعيات الإغاثية والإنسانية في حالة استنفار دائم، لكثرة من يحتاجون إلى إغاثة ومساعدة. ثم تطرق الأمين العام إلى الأزمة المالية العالمية التي أثّرت في المؤسسات الإنسانية في أوروبا ودول العالم، وقال: منذ ثلاث سنوات تواجه هذه الهيئات الإنسانية أزمة مالية، تلقي بظلالها على العمل الإنساني الذي تقوم به، والأموال والتبرعات التي كانت تُقدم لها تقلصت بشكل كبير، لذلك جاء الكثير من هذه المنظمات الدولية الإنسانية إلى دول الخليج للحصول على تمويل لبرامجها. وقال: إن بعض السفارات الأجنبية بدأت تقيم حفلات إفطار رمضانية، وهذا أمر جميل، مشيراً إلى أهمية العلاقات العامة التي تقوم بها السفارات والمؤسسات والهيئات، وقال: إنه عمل رديف للعمل الرسمي. وكشف الأمين العام عن إخفاق مبادرة مونترو التي كانت تقودها سويسرا، وقال: إن أربع جهات إسلامية خيرية دخلت في حوارات في سويسرا والدوحة من أجل كتابة ميثاق يقنن ويحدد أطر وأهداف العمل الخيري، وقدّم ميثاق من الجانبين ووافقنا عليه، ولكن لما بدأنا الحوار في التفاصيل تبين لنا عدم جدية الأطراف الأخرى، واكتشفنا أنهم غير جادين في الأمر، وأن هناك دوافع سياسية فرفضنا ذلك وانسحبنا، لأننا نعمل عملاً خيرياً إنسانياً إغاثياً ولا صلة لنا بأي عمل سياسي. وكشف عن نجاح مبادرة «المنتدى الإنساني الدولي»، الذي يضم منظمات إنسانية إسلامية وغربية، وأضاف: «هناك مبادرات كثيرة بين المؤسسات والهيئات الإغاثية، ولكنها تحتاج إلى جهد ومال ورجال وخبرات». وكشف الأمين العام للندوة العالمية عن تنفيذ الندوة العالمية لبرامج موجهة للشباب في مونديال لندن، وقال: نشارك في هذه الملتقيات الشبابية ببرامج موجهة إلى الشباب، لأنها مؤسسة شبابية عالمية.