ظهرت مؤخراً تفاصيل جديدة حول اللحظات الأخيرة التي واجهت طائرة إيرباص A300 التابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية "أيرفرانس"، في الرحلة رقم 447، التي تحطمت في يوليو عام 2009، وأسفر تحطمها عن مقتل جميع من كان على متنها. الجديد الذي تم الكشف عنه هو تسجيل لصوت داخل قمرة الطائرة، وذلك قبل ثلاث ثوانٍ من تحطمها، حيث قال أحد الموجودين في القمرة: "اللعنة، سوف نتحطم، لا يمكن أن يكون هذا الأمر حقيقياً!".
وتكشف البيانات الأخيرة التي تم الحصول عليها من أحد الصندوقين الأسودين في الطائرة التي تحطَّمت فوق مياه الأطلسي أثناء رحلة من البرازيل إلى فرنسا، تلقي مزيد من الأضواء على أسباب تحطم الطائرة، وذلك بعد عامين على وقوع الكارثة التي تسببت بمقتل 228 شخصاً.
وكشف كتاب صدر مؤخراً حول كارثة الرحلة 477 بعنوان "خطأ الطيار" للخبير في الملاحة الجوية جان بيير أوتيلي، عن معلومات جديدة حول ما حدث خلال الدقيقتين الأخيرتين للطائرة قبل تحطمها، والتشوش الذي وقع فيه الطيارون.
وحسب CNN فقد أوضح الكتاب أن الطائرة هبطت 38 ألف قدم خلال 3 دقائق و30 ثانية، دون أن يستوعب طاقم الطائرة سبب عدم استجابة الطائرة لمحاولاتهم.
وبحسب ما اقتبس الكتاب من التسجيلات في قمرة القيادة، فقد سمع صوت مساعد الطيار وهو يقول: "اصعد.. اصعد.. اصعد"، غير أن زميله قال: "إنني أدفع بالمقبض منذ بعض الوقت الآن", وسمع صوت إلكتروني من حاسوب الطائرة يقول محذراً "اثبت" وذلك أكثر من مرة, وحذر قائد الطائرة قائلاً: "احذر، أنت تدفع باتجاه الأعلى"، فرد مساعد الطيار متسائلاً: "هل أدفع باتجاه الأعلى؟".
وانتقد مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي الكشف عن هذه المعلومات، قائلاً إنها تنتهك اللوائح والقواعد الأوروبية وتبين افتقاراً لاحترام طاقم الطائرة الراحلون.
وكانت "أيرفرانس" قد أعلنت في الثالث من مايو الماضي عن عثورها على الصندوق الأسود لطائرة الرحلة AF-477 التي سقطت في المحيط الأطلسي في ظروف غامضة.
وقال المدير التنفيذي للشركة الفرنسية، بيير هنري جورجيون، إنه وفق ما ذكرته الوكالة الوطنية للتحقيق في الحوادث الجوية، فقد تم العثور على الصندوق الخاص بتسجيلات الرحلة "بعد ساعات" فقط من العثور على الصندوق الخاص بمعلومات الرحلة، وأجزاء أخرى من حطام الطائرة المنكوبة.
وتحطَّمت طائرة الرحلة 447 في الأول من يونيو عام 2009، بعد قليل من إقلاعها من مطار "ريو دي جانيرو" بالبرازيل، في طريقها إلى مطار"شارل ديغول" بالعاصمة الفرنسية باريس، وعلى متنها 216 راكباً، إضافة إلى طاقم مكوَّن من 12 فرداً.