أثار بقاء تمثال "أبو الهول" في عهد فاتح مصر الصحابي الجليل عمرو بن العاص - رضي الله عنه- حديث حضور ندوة الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز الثقافية مساء أمس التي كان ضيفها إمام مسجد قباء الشيخ صالح المغامسي ، واقتصرت دعواتها على شخصيات محددة بينها "سبق".
واستمتع الحضور بالتساؤلات التي أعقبت موضوع الندوة "الملائكة في الكتاب والسنة" عندما تداخل محاضر في كلية الملك خالد العسكرية متسائلاً عن حديث " دخول الملائكة للمنزل الذي به صوره" ليجيب الشيخ المغامسي " الصور التي يقصدها الخطاب الشرعي هي المعنى وليس القول "اللفظ" ، وهناك فرق بينهما ، والصورة التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الزمان هي التماثيل ، ولم يرد مايعرف اليوم بالتصوير الفوتغرافي أو التلفزيوني ، لأن هذا غير داخل أبداً في الحديث ، وإن سموه الناس صوراً ، والحديث يقول "أحيوا ماخلقتم " فالصورة غير الشخص".
وتساءل الأمير تركي بن طلال عن بقاء تمثال " أبوالهول " في عهد عمرو بن العاص دون هدمه حتى لايعبد ؟ ليرد المغامسي :" الذي أعرفه أنه لم يكن موجوداً ظاهراً ، بل مغطى بالتراب " ، ليتداخل حينها الدكتور المصري "صابر طعيمة" مؤكداً أنها كانت موجودة وواضحة للعيان . ثم يرد الأمير تركي : أنه لربما الناس في ذلك الوقت لم يكن لديهم نية الشرك وعبادة التماثيل لذلك لم ينوي "بن العاص" إزالتها . وحسم المغامسي بقوله " عقليا استبعد بقاءه ليس من عمرو بن العاص فقط بل حتى من السفهاء ، ولاينبغي أن يقال لأحد من الناس إذا ماعندك شبهة عبادة يجوز تعليق التماثيل والصور لأنه إذا ماعبدها الآباء عبدها الأبناء ".
وأجاب الشيخ صالح المغامسي على سؤال أحد الحضور حول صحة المقاطع التي نشرت على "اليوتيوب" وتعتقد بظهور أشكال الملائكة عند فتح باب الكعبة ، وكذلك الأخبار التي تروى بمساندة الملائكة للجيش الحرر في سوريا ? قائلاً" مايخص الملائكة والكعبة فقد يكون مايشاهد هو نور ملائكة لأن هذا بيت مبارك ، ولاعجب أن يخرج نور لأنه من لوازم البركة ، ولا يلزم كل مافتح باب الكعبة خرج النور ".
وأضاف ، "أما مايخص الشام فأنا أتوقع مايحصل لأهل الشام هو مايحصل للمسلمين يوم أحد ، وسوف ينصرهم الله لأنهم لم يركعوا لغيره رغم العذاب الذي وقع بهم ، ولكن محال على صاحب الكاميرا أن يلتقط صور للملائكة ، وسمعنا أيام حرب أفغانستان الأولى أشياء نقلها الناس لم تكن صحيحة ، وعلقوا عليها آمالا وآلت إلى زوال". واستدرك "الإسلام يكفيه منا أن ننقله كما هو ".
من جانبه قال الأمير تركي بن طلال ل"سبق" أن الوقت في رمضان بالذات الفترة المسائية طويلة جدا ومن المؤسف ألا تستغل ببرامج تنفع الأمة ، مشيرا إلى أن ندوته تواصل حضورها لمدة 19 عاما متواصلة استقطبت رجال الدين والفكر ، مع التركيز على القرآن والسنة ومايتعلق بالتاريخ الإسلامي .
وتابع سمو الأمير ، أن دعوات الندوة توجه للأمراء والأعيان والمهتمين بالحراك الثقافي ، وليست مفتوحة للجميع .
وعن حضور شقيقه الأمير خالد بن طلال على إعتبار أنه مهتم بالشأن الاجتماعي والثقافي ، قال " الأمير خالد حريص على الحضور وكان متواجداً معنا منذ بدايتها ، ولكن في السنوات الأخيرة تواجد بجانب ابنه الوليد في المستشفى ، وهو محتاج لصالح دعائكم ".
يذكر أن ندوة الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز الثقافية تقام سنويا منذ 19 عاما من الثالث حتى التاسع من رمضان يتخللها أمسيات فكرية متنوعة ، يتناوب عليها نخبة من العلماء والمفكرين ، وسوف تختتم هذا العام بلقاء فضيلة الدكتور عبدالرحمن بن صالح الأطرم عضو مجلس الشورى وخبير الاقتصاد الإسلامي للحديث عن " قواعد في المعاملات المحظورة" .