طلبت المحكمة الجزائية بالعاصمة المقدَّسة من الشرطة إحضار الخصوم في قضية نسب مرضعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. ورفعت المحكمة خطابا موجَّهاً لشرطة العاصمة المقدسة، ممثلة بمركز شرطة الشرائع وإدارة البحث والتحري الجنائي بالشرطة، تطلب فيه استدعاء أحد الأشخاص للمثول والتحقيق معه ومع خصومه بعد رفعهم دعوى ضده، يتهمونه فيها بالتطاول على السيرة النبوية المطهَّرة.
وكانت الدعوى، التي انفردت بنشرها "سبق"، ووُجِّهت من قِبل إمارة منطقة مكةالمكرمة ضد أحد الأشخاص، تفيد بأنه يتحدث في القنوات الفضائية والمجالس العامة والخاصة بأن مرضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست حليمة السعدية ذات النسب الهوازني، وإنما هي حليمة السعدية التي تنتمي لإحدى القبائل القاطنة بطرف مكةالمكرمة على طريق السيل.
وقد التقت "سبق" الشخص المقامة ضده الدعوى، وقال: "أنا لم أتطاول على السيرة المطهَّرة، ولا على أي قبيلة، وإنما لي رأي في نسب حليمة السعدية مرضعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
وأضاف: "أبرزت كتاباً يؤيد ما ذكرت، يرجع تاريخه إلى العام 724ه باسم (نور العيون في سيرة الأمين المأمون) ومؤلفة الشيخ العالم (شمس الدين أبو عبدالله محمد بن سيد أحمد بن سيد الناس)، وهناك كتب تاريخية أخرى تتحدث عن ذلك".
وكان أربعة أشخاص قد تقدموا لمقام إمارة منطقة مكةالمكرمة بشكوى خطية، حصلت "سبق" على نسخة منها، يؤكدون فيها أن هذا الشخص قام بالاعتداء على شرف قبيلة بني سعد بن بكر بن هوازن، وبالاعتداء أيضاً على سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكذَّب الأحاديث الصحيحة والواردة في كتب الحديث والسيرة النبوية المعتبرة، التي هي مرجع الأمة قاطبة.
ولفتوا إلى ما وصفوه بكذب هذا الشخص وإثارته العصبيات القبلية، وخلق فجوة ونفور بين قبيلتين معروفتين، بقصد الإثارة ولفت الأنظار إليه عن طريق تكذيب ما جاء على لسان الرسول الكريم "أنا من قريش واسترضعت في بني سعد بن بكر"، والقصة المشهورة في التاريخ والسيرة المطهرة عن المرأة التي افتدت أسرى هوازن بعد موقعة حنين وفتح الطائف.
وقال الشاكون إن هذا الشخص ضرب بكل هذه الأدلة عرض الحائط دون أدنى دليل لما يدعيه، وغير مبالٍ بالمسؤولية العظمى التي بها يحاول أن يغير التاريخ والسيرة النبوية.
وطالب الشاكون إمارة منطقة مكةالمكرمة بتقديم هذا الشخص للقضاء والعدالة وللمحكمة؛ ليثبت ما يتشدق به.
وأوضح المشتكون أن هذا الشخص تمت مناصحته من قِبل أشخاص ومشايخ عدة لترك هذه الأقاويل التي تجلب الفتن، وتُحدث ما لا يمكن أن نتصوره من تغيير مناهجنا وسيرة سيد الخلق "محمد بن عبدالله".
وأكد الشاكون أن هذا الشخص لم يُلقِ لهذه النصائح أي اهتمام، واستمر على ما يقوله تعمداً؛ لذا طالبوا بتقديمه للمحاكمة الشرعية وتطبيق شرع الله فيه، الذي هو ديدن هذه الدولة والقائمين عليها.
كما تم إرفاق تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو توضح ما يقوله على السيرة المطهّرة.