حصلت شركة "رويال هاسكونينغ دي اتش في" الهولندية على مشروع ضخم لتنظيم حركة المرور في السعودية. وستقوم هذه الشركة الاستشارية والهندسية خلال العامين المقبلين بمعالجة 30 نقطة اختناق مروري في العاصمة الرياض. ويعكف العديد من الخبراء على دراسة وتحليل الوضع الحالي لحركة المرور وإيجاد الحلول له، ويعمل كذلك عدد من مهندسي حركة المرور وخبراء السلامة ومهندسي طرقات وحتى علماء نفس في حركة المرور على إيجاد التدابير المناسبة. وأول ما سيقوم به الخبراء هو تعيين تدفقات السير الحالية في الرياض، بعدها تحديد النقاط الرئيسية للاختناق المروري؛ حيث سيتم حل بعض المشاكل المرورية خلال عام واحد، أما نقاط الاختناق الأخرى المعقَّدة فستحتاج إلى مزيد من الوقت لمعالجتها. ووفقاً لإذاعة هولندا العالمية تريد الرياض استخدام خبرات الشركة الهولندية، التي أنجزت مشاريع ضخمة مماثلة في مدن عالمية، مثل بكين وصوفيا وهولندا، وأيضاً في بعض دول أوروبا، كما تعمل الشركة بالتعاون مع السلطات الهولندية ومنظمة "تي إن أو" (منظمة البحوث والمشورة للشركات والحكومة الهولندية) على تعزيز السلامة على الطرقات في شرق ووسط أوروبا. وقال ماركو مينديرس، مدير النقل في شركة رويال هاسكونينغ: "إن معظم الناس هنا معتادة على أن تأتي بالسيارة إلى وسط المدينة، وركنها أمام مدخل المكان الذي يقصدونه. يقفون في صف مزدوج وأحياناً ثلاثي، وطُلب منا نحن الشركة أن نجد حلولاً في إطار البنية التحتية الحالية الضخمة من أجل تقصير الوقت الذي يمضيه الناس في الازدحام، والتخفيف من زحمة السير والاختناق المروري". وقال مينديرس: "يمكننا فعل الكثير بواسطة إشارات المرور الضوئية، لكن يجب تنسيق عملها بطريقة ذكية وجيدة، ومثال على ذلك ما يُطبَّق في الطرق المزدحمة صغيرة الحجم في هولندا. إن المسألة تحتاج بالتحديد إلى مجموعة من التقنيات التي تضمن نتيجة فعّالة". وأضاف "هكذا لدينا (الموجة الخضراء)؛ حيث يتم ضبط الإشارات الضوئية الخضراء لتسمح للسيارات بالسير لمسافة أطول، وهناك أيضا المسار الإضافي بممر مزدوج، ودوار توربو مع ممرات منفصلة (اختراع هولندي)، أيضاً اللوحات الإلكترونية على الطرقات السريعة التي يظهر عليها السرعة المسموح بها ورموز مختلفة، ويقوم مركز تنظيم السير بالتحكم مباشرة في المعلومات على اللوحات من تغيير السرعة إلى معلومات إضافية، كذلك استخدام "الطرقات الذكية"؛ حيث يمكن عن طريق أجهزة استشعار معرفة ما إذا كان هناك سيارة واحدة أو عشرات السيارات في انتظار الإشارة الضوئية. وحول تغيير سلوك السائقين قال مينديرس: "مع هذه التدابير وحدها لا تستطيع حل المشكلة؛ تحتاج أيضاً إلى تغيير سلوك السائق. إذا ازدادت حركة المرور بشكل كبير خلال وقت قصير فهذا يعني أن السائق لم يتخلص من عاداته القديمة في السابق عندما كان عدد السيارات قليلاً. كان من الممكن أن يركن سيارته أمام المتجر في صف مزدوج أو ثلاثي، والآن لم يعد هذا الأمر ممكناً على الإطلاق". وأشار إلى أن تطبيق القانون هو بالأهمية نفسها أيضاً؛ ففي هولندا يتسلم السائق المخالف بشكل تلقائي وبواسطة البريد ما يتوجب عليه من غرامة مالية، وذلك عن طريق استخدام الكاميرات، وهذه شائعة جداً في هولندا، حتى لو لم تكن مجهزة للتعرف على أرقام لوحات السيارات، أو كاميرات السرعة التي تسجل تحركاتك بهدف تغيير سلوك السائقين. وسوف تستخدم شركة "رويال هاسكونينغ دي اتش" علماء نَفْس في حركة المرور من أجل تعليم مستخدمي الطرقات السعودية كيفية التعامل مع التغييرات التي ستحصل.