أنشأت أمانة المدينة المنوّرة، سوقاً لبيع النعناع المديني بطريق الهجرة، لخدمة سالكي الطريق المغادرين لمكة المكرّمة وجدة وينبع. ويعد السوق من الأسواق المتخصّصة، وسوق فريد من نوعه على مستوى المملكة؛ لترويج المنتج الذي تشتهر به المدينة المنوّرة عن باقي مدن المملكة. وتقوم الأمانة بالمراقبة الصحية على النعناع وطريقة حفظه وعرضه، وفق محال رُوعي فيها الاشتراطات الصحية. وصُمّم السوق بطريقة العمارة التقليدية الخاصة بالمدينة المنوّرة، حيث تم إنشاء 37 محلاً تجارياً، و4 محال بيع تمور ومسجد ودورة مياه للرجال وأخرى للنساء. وبلغت المساحة الإجمالية للموقع نحو 3000م2 تقريباً؛ مساحة كل محل فيها (4×4م). وتشرف أمانة المدينة المنوّرة على السوق الذي تم تأجيره بالكامل لأحد المستثمرين المحليين ليقوم بدوره بتأجيره. واشتهرت المدينة المنوّرة بزراعة النعناع بأنواعه المختلفة، بسبب تربة مزارع المنطقة ومياه الآبار العذبة التي يُسقى منها النعناع الذي لا يختلف عن أي نعناع في الشكل الخارجي، إلا أنه يتميز بورقه الصغير ورائحته العطرة ومذاقه الخاص الذي يجذب الكثيرين من أصحاب الذوق الرفيع الذين يأتون بحثاً عنه من مدن المملكة كافة، وإن جفف تصبح رائحته أقوى، فضلاً عن أنه يعد من الهدايا المحبّبة للعائدين من الزوّار لأقاربهم ومحبيهم بعد أن ذاع صيته في كثير من دول العالم. يقول محمد اللهيبي (صاحب محل النعناع): يقبل أهل المدينة على شراء النعناع المديني حتى الزوّار من خارج المدينة يبحثون عن النعناع المديني؛ لما يتميز به من نكهةٍ مميزة، ويقدم ويوضع في الشاي. ومع الورد تكون له نكهة مختلفة ولا يخلو مجلس في المدينة إلا ويقدم النعناع المديني. وأضاف الحازمي أن سعر النعناع المديني ثابت ربما يختلف من بعض المحال الربطة الواحدة ب 15 ريالاً. صالح محمد يقول إن النعناع المديني معروف على مستوي العالم بنكهته الجيدة والرائعة، وهناك أناس يقومون ببيع النعناع المديني في الرياضوجدة، حيث ينقلونه من المدينة المنوّرة يومياً إلى تلك المناطق. وأضاف أن الزوّار من داخل المملكة يقبلون على شراء النعناع، خاصة أثناء الإجازة الصيفية، حيث يزداد الطلب على النعناع المديني. وعن الدخل اليومي من مبيعات النعناع المديني، أوضح محمد أنه حسب المواسم خلال الإجازات المدرسية وقدوم الزوّار من داخل المملكة يزداد الدخل اليومي ليصل ما بين 2500 ريال – 3000 ريال. من جانبه، يقول هاشم عبد الرحمن: إن النعناع المديني يتميز بأنه سريع النمو وليس له مواسم ويساعد على فتح الشهية ويستعمل في الطبخ من خلال إعداد بعض السلطات والأكلات الخاصة. والبعض يفضل النعناع المغربي مع الليمون ما يساعد على تهدئة الأعصاب؛ أضف إلى ذلك أن مزارع "أبيار علي" كانت تشتهر بالنعناع المديني، إلا أن التمدّد العمراني وتحويل المزارع إلى مخططات وأراض سكنية؛ أدّيا إلى عزوف المزارعين والتوجّه إلى مزارع "أبيار الماشي" لتوافر المياه العذبة هناك.