اشتهرت المدينةالمنورة بزراعة النعناع بأنواعه المختلفة، بسبب تربة مزارع المنطقة ومياه الآبار العذبة التي يسقى منها النعناع الذي لا يختلف عن أي نعناع في الشكل الخارجي إلا أنه يتميز بورقه الصغير ورائحته العطرة ومذاقه الخاص الذي يجذب الكثيرين من أصحاب الذوق الرفيع الذين يأتون بحثا عنه من كافة مدن المملكة وإن جفف تصبح رائحته أقوى، فضلا عن أنه يعد من الهدايا المحببة للعائدين من الزوار لأقاربهم ومحبيهم بعد أن ذاع صيته في الكثير من دول العالم. ويحكي يحيى الهوساوي وهو من المختصين في إعداد الشاي والقهوة في الأفراح والمناسبات أن خلطة النعناع المغربي، النمام، والورد مع الشاي الأخضر إضافة إلى خلطة الدوش والورد مع الشاي الأحمر تطلب منه باستمرار خصوصا في الأفراح والمناسبات الخاصة على حسب تعبيره، ويشير الهوساوي إلى أن بعض الأشخاص يصفون له خلطات وعندما يقوم بإضافتها للشاي تجد إقبالا عند الزبائن. ويقول أنس محمود، وهو طالب من أوزباكستان يدرس في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة أن أهل الخير والمحسنين يخصصون له مبلغا ماليا كل شهر ويطلبون منه شراء النعناع وتوزيعه على الطلبة في سكن الجامعة. ويؤكد محمد الصريصري أن مجلسه لا يخلو من النعناع لأنه تعود على شربه، ويشير أنه يحبذ تذوق طعم النعناع بالشاي الأحمر خاصة إذا كان ساخنا. من جهته قال أمين صالح، صاحب محل لبيع النعناع إن ما يميز النعناع المديني أنه سريع النمو وليس له مواسم ويساعد في فتح الشهية، ويستخدمه بعض العوائل في الطبخ من خلال بعض الأكلات والسلطات الخضراء والمشكلة، مضيفا أن المدينةالمنورة تشتهر بإنتاج النعناع من مزارع «أبيار علي» لأن له صفة خاصة ويتميز بورقه الصغير وعروقه ذات اللون العودي الداكن وهذه الميزة لا توجد في غيره من النباتات الورقية، ولتجهيزه للمسافرين يوضع النعناع في أكياس من الخيش المبللة بالماء حتى يبقى على حالته لمسافات طويلة، وأشار صالح بأن إنتاج النعناع في «أبيار علي» في الوقت الراهن قل عن السابق لأن بعض أصحاب المزارع قاموا بتخطيطها إلى أراضي سكنية بسبب التوسع العمراني وأن المزارعين اتجهوا لزراعة النعناع في «أبيار الماشي» لتوفر المياه العذبة في هذه المنطقة وبعض النباتات العطرية.