طالب الكاتب الصحفي الأمريكي جيمس فالوس، صحيفة "واشنطن بوست" بتقديم اعتذار للعالم، بعد نشرها تحليلاً للكاتبة الأمريكية جينفر روبن، أكدت فيه أن متطرفين مسلمين وراء هجمات أوسلو بالنرويج، التي راح ضحيتها نحو 95 قتيلاً، قبل أن تكشف السلطات النرويجية عن هوية الإرهابي، الذي اتضح أنه ليس مسلماً، بل ويعادي الإسلام، وهي السقطة الإعلامية التي وقع فيها الكثير من وسائل الإعلام الغربية، والغريب أن كبرى وسائل الإعلام الأمريكية "سي إن إن" و "واشنطن بوست" و "وول ستريت جورنال" لم تستخدم قط كلمة "إرهاب" لوصف الهجمات، حسب منظمة "بروجرسيف ريالست" المهتمة بتغطية الإعلام للسياسية الخارجية الأمريكية. وعلى موقع المنظمة قال الكاتب الأمريكي جيمس فالوس: "إن صحيفة "واشنطن بوست" مدينة باعتذار بعدما نسبت "هجمات أوسلو" لمسلمين، فلتقرأوا وتبكوا على ما أسرعت الكاتبة الأمريكية جينفر روبن بنشره عقب قراءتها لتقرير صحيفة "ويكلي ستاندرد" عن هجمات أوسلو، حيث قالت: (لا نعرف إن كانت القاعدة مسؤولة بشكل مباشر عن هجمات أوسلو اليوم، لكن الاحتمال الأكبر أن أحد الأجنحة المتطرفة قد شن الهجمات). وأضاف فالوس أن الكاتبة الأمريكية جينفر روبن مضت محللة أسباب استهداف المسلمين للنرويج بقولها: (هناك رابط معين بين الهجمات والمتطرفين المسلمين، فمنذ تسعة أيام، وجه الادعاء النرويجي تهمة الارهاب للملا كريكار مؤسس جماعة أنصار الإسلام الكردية، فرع القاعدة بشمال العراق، والمتهم بتهديد سياسي بالقتل بسبب احتمال طرده من البلاد، وحذر الملا كريكار من أن "النرويج ستدفع الثمن غالياً" إذا قامت بترحيله". ويقول فالوس: إنه وبعد سبع ساعات من اكتشاف الفاعل الحقيقي، وكذب هذه الادعاءات "الهستيرية" لا يزال الخبر والتحليل منشورين على موقع صحيفة "واشنطن بوست" دون تصحيح، لذا فهي مدينة باعتذار". وعلى موقع المنظمة قال الكاتب الأمريكي جيب كوجلر: "إنني مندهش من اللغة المتحيزة التي استخدمت في وصف هجمات النرويج أمس، فالإعلام الغربي لم يستخدم مطلقاً كلمة "إرهابي" عندما تحدث عن المسيحي النرويجي الأشقر، ذي العيون الزرقاء، آندرس بهرينج، 32 عاماً، الذي نفذ الهجمات. وأضاف كوجلر أن مصطلح "هجمات إرهابية" غاب حتى عن عناوين صحفنا الأمريكية الكبرى، سواء في شبكة "سي إن إن" و "واشنطن بوست" و "وول ستريت جورنال"، فهل لدى أي شخص شك، بأن هذه الهجمات العنيفة ضد مدنيين غير مسلحين، وتحمل دوافع سياسية، ما يجعلها "فعلاً إرهابيياً" وهل كنا سنطلق عليه إرهابياً إذا كان بهرينج مسلماً؟ ويضيف الكاتب أن السبب في هذا، يظهر في ما كتبه الكاتب الأمريكي جلين جرينوالد، من أن الصحافة الأمريكية تُعرّف "الإرهاب" بأنه "العنف الذي يرتكبه المسلمون"، أما المسيحيون فلا ينخرطون في أعمال إرهابية، فالإرهاب بالنسبة لهم "فعل إسلامي حصري". وتحت عنوان "رهاب الإسلام يشتعل" قال الناشط الحقوقي والدبلوماسي البريطاني كريج موراي على مدونته: "جلست أمام التليفزيون غير مصدق ما أشاهد من هذه الأحاديث الغاضبة والمخجلة عن "الخوف من تهديد الإسلام" على شبكتي " بي بي سي" و "سكاي نيوز" حيث ظل الخبراء والمحللون لساعات يحدثوننا عن علاقة القاعدة بهجمات النرويج. ويضيف موراي: "لمدة ست ساعات على الأقل، ظل الخبراء يصبون علينا هذا الهراء السام، ولم يخطر ببال شخص واحد أن يفترض أن الفاعل ليس مسلماً".