صحيفة التايمز: تحدث منفذ تفجيرات النرويج الاخيرة اندرس بريفيك عن مكنوناته واهدافه في الحياة كأصولي مسيحي يرى ان اعداء اوروبا ثلاثة: الماركسية والاسلام والتعددية الثقافية، وكان من ضمن هذا البيان الكبير جزء على شكل مقابلة، اذ يطرح بريفيك الاسئلة ويقدم الاجوبة بنفسه، وفي مقابلة اجرتها صحيفة «التايمز» معه، اكد بريفيك انه لا يكره الاسلام، وقال: انا لا اكرههم، فاذا تخلى جماعة التعدد الثقافي عنها واذا توقف تدفق المهاجرين المسلمين الى اوروبا وبدأت اعادتهم الى بلادهم فإني سأسامحهم على جرائمهم الماضية، واذا رفضوا الاستسلام حتى عام 2020 فإنها ستكون نقطة اللاعودة فإننا سنمسحهم جميعا ولا نبقي منهم احدا، وانا لا اكره المسلمين، واعترف بأن منهم اشخاصا رائعين في اوروبا وكان لدي اصدقاء منهم، لكن ذلك لا يعني اني سأقبل بوجود اسلامي في اوروبا. وعن حياته ونشاطاته وخلفيته السياسية، قال: عندما كنت في ال 17 من عمري انضممت الى منظمة الشبيبة في حزب التقدم الذي كان يعارض الهجرة، لذلك فإنه كان يتعرض للانتقاد من جميع وسائل الاعلام والمنظمات غير الحكومية والاحزاب السياسية الاخرى. وفي عام 2000 ادركت ان النضال الديموقراطي ضد اسلمة اوروبا والتعددية الثقافية قد باء بالفشل، واعتقد انه في غضون 50 الى 70 عاما فإننا سنكون اقلية في اوروبا، لذلك فإني قررت استكشاف خيارات اخرى للمعارضة. في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «فيدينز غانغ» امس ان القصر الملكي النرويجي ومقر حزب العمل كانا مدرجين على لائحة اهداف المتطرف اندرس بيرينغ بريفيك. وقال المدعي بال فريدريك هيروت كرابي للصحيفة «خلال استجوابه قال انه كان ينوي مهاجمة اهداف اخرى لكن في 22 يوليو لم يكن لديه سوى مقر الحكومة واوتويا» الجزيرة التي تجمع فيها شبان من حزب العمل الحاكم في مخيم صيفي. واضاف ان القصر كان من الاهداف نظرا لأهميته الرمزية بينما كان سيستهدف مقر حزب العمل بسبب الدور الذي لعبه في اقامة مجتمع تعددي يرفضه القاتل. وتابع المصدر نفسه «لا ارغب في التعليق على عدد او طبيعة الاهداف التي خطط لها. كانت اهدافا واضحة لارهابي والهدف هو ضرب الحكومة». ولم تؤكد الشرطة هذه المعلومات ردا على سؤال لوكالة «فرانس برس». وقالت الناطقة باسم الشرطة كارول ساندبي انه «تم تعزيز الاجراءات الامنية حول المباني الرئيسية بعد اعتداءات الجمعة الماضي. لدينا قواعد بعدم التحدث بالتفصيل عن الاجراءات المسبقة لكن امن المؤسسات مضمون». وكان محامي بيرينغ بريفيك، قال في تصريحات نشرتها الصحف اول من امس ان موكله خطط لشن هجمات اخرى. ونقلت صحيفة «افتبوستن» عن المحامي غير ليبيستاد «كانت هناك هجمات على نطاق مختلف تلك الجمعة». واضاف ان «امورا حدثت في ذلك اليوم لا اريد ان اعود اليها، فرضت ان تجري الاحداث بشكل مختلف عن ما خطط له». من جهة اخرى، كشفت صحيفة نرويجية أن اليميني المتطرف الذي نفذ الهجوم كان يخطط لشن هجمات تفجيرية على قصر أوسلو والمقر الرئيسي للاشتراكيين الديموقراطيين النرويجيين. وذكرت صحيفة «في.جي» النرويجية الصادرة امس استنادا إلى مصادر بالشرطة النرويجية أن «مشكلات لوجستية» حالت دون تنفيذ هذا الهجوم الذي كان مقررا شنه قبل أسبوع. وذكر محامي المتهم جاير ليبشتاد في تصريحات للصحيفة أن الشرطة أبلغت موكله خلال الاستجواب بعدد ضحاياه لأول مرة. وقال المحامي انه لم يتمكن من معرفة رد فعله، مشيرا الى انه لم يلاحظ اي تأثر من جانبه على ضحاياه. في غضون ذلك، ذكرت تقارير غربية امس ان الجريمة جاءت لتدق اجراس الخطر وتعبر عن اشكالية ثقافية غربية وافكار متطرفة رافضة للآخر وتركز كراهيتها ضد العرب والمسلمين بقدر ما تنال من التيارات المعتدلة والوفية لافكار التسامح والحوار والتعددية الثقافية والاستنارة التي اسهمت في تقدم الغرب. وتظهر تعليقات في الصحافة الغربية ان هناك من تنبه لخطورة التيار العنصري المتطرف والرافض للآخر على الغرب ذاته وسلامة نسيجه الثقافي وسط اشارات خطيرة حول انبعاث جماعات وحركات تجسد الكراهية مثل «فرسان الهيكل» التي تعيد للأذهان دموية الحروب الصليبية، فيما قال روبرت لامبريت الباحث بجامعة اكستر البريطانية ان هذه الجماعات المتطرفة تشكل خطرا على اوروبا يتجاوز خطر تنظيم القاعدة. قائد الجيش الإيراني: إسرائيل تقف وراء هجومي النرويج اتهم قائد الجيش الإيراني حسن فيروز عبادي امس «الصهاينة» بالوقوف وراء الهجومين الإرهابيين اللذين وقعا في النرويج وفقا لما ذكرته شبكة «برس.تي.في» التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالإنجليزية. وقال قائد الأركان المشتركة بالقوات المسلحة الإيرانية عبادي في بيان ان «الصهاينة (الإسرائيليين) وراء الهجومين الارهابيين اللذين وقعا في النرويج حيث انهم يثيرون مشاعر يمينية ويدعمون الارهاب ويستخدمون سكان دول العالم كأدوات في تحقيق أهدافهم». واضاف الجنرال في بيان نقلته الشبكة: «يتعين ان يتوخى العالم الحذر من محاولات النظام الصهيوني لإثارة تحريف داخل المسيحية ونشر الصهيونية المسيحية». وكثيرا ما يتهم مسؤولون إيرانيون إسرائيل المشار إليه ب «الصهاينة» بأنها تقف وراء أي حادث بخلفية مناهضة للإسلام. صحيفة أميركية: هجمات النرويج كشفت عن عمق الغضب الغربي حيال المهاجرين أكدت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية ان هجمات أوسلو الارهابية في الأسبوع الماضي واعتراف منفذ الهجمات بوجهات نظر معادية للإسلام اثار عددا من الأسئلة الحساسة المتعلقة بالهجرة والاندماج في النرويج. وذكرت الصحيفة في تقرير بثته علي موقعها الالكتروني مساء امس أنه على الرغم من أن آراء اندريس بهرينج بريفيك المعادية للمسلمين والتعددية الثقافية، التي كشف عنها في مذكراته التي نشرها على شبكة الانترنت تتسم بالتطرف، واعتداءه الذي قوبل بانتقاد حاد من جميع الانتماءات والتيارات السياسية النرويجية إلا أنها تعبر عن التحامل والكراهية الخفية القائمة بالفعل في صفوف بعض قطاعات المجتمع النرويجي. واعتبرت الصحيفة أن التغيير في التجانس السكاني الذي شهدته النرويج في غضون أعوام مع وصول الوافدين الجدد اليها من أفريقيا والشرق الأوسط وهو التحول الذي يشكل جانبا وراء قيام أندريس بريفيك المتهم بتفجير سيارة وإطلاق وابل من الطلقات أودت بحياة مالا يقل عن 76 شخصا في غضون بضع ساعات. وتابعت الصحيفة: بالرغم من أن البلاد مازالت تعيش وسط احزانها على الضحايا الا ان العديد يتساءلون عن كيفية رد النرويج على هذه الهجمات وهل يمكن أن تحدد سياسة الهجرة الى البلاد في المستقبل.