واصلت "سبق" تتبع القصور في الخدمات وكشف المستور في أقسام وأرجاء مطار الملك خالد الدولي بالرياض، موثقة وبالصور إهمالاً لا يخطر على بال أحد داخل قسم الشحن الخارجي المخصص لإرسال واستقبال الشحنات الدولية الخاصة بالشركات ورجال الأعمال. "سبق" وقبل أسابيع قليلة رصدت سوء الإهمال والخدمات في قسم الشحن الداخلي تضمنت ملاحظات مصورة على الموظفين والأقسام قبل أن تسارع شركة الخطوط الجوية السعودية، بالرد على التقرير بتبريرات ووعود بمشاريع مستقبلية وإجراءات جزائية على بعض العمال.
من جهة أخرى تواصل "سبق" كشف المستور ونشر الملاحظات أملاً في التعامل معها لإعطاء الصورة المفترض أن تكون لمطار الملك خالد الذي يعتبر واجهة لزوار المملكة.
وفي هذا التقرير تكشف "سبق" بالصور عن إهمال كبير في صالة المعاينة داخل الشحن الجوي الدولي، حيث تراكمت الأوساخ في دورات المياه بشكل فظيع وتكسرت الأرضيات إضافة إلى الفوضى الداخلية سواء في توزيع الشحنات أو تحطمها أو إهمالها حتى تنبعث روائحها بعد أشهر خصوصاً إذا كانت من المأكولات.
وحسب المعلومات الخاصة من مصور الواقعة ويعمل في الشحن الجوي بالمطار – تحتفظ "سبق" باسمه ومنصبه - فإن الإهمال يأتي من الشركة الخاصة بالصيانة ومن بعض الموظفين، مشيرا الى إنه لا يوجد دورات مياه للنساء ولا يوجد تكييف في صالة المعاينة بجانب عدم وجود مراوح شفط للهواء، مؤكداً أن المسؤولين في الجمارك يستخدمون سياسة الباب المقفول ولا يستقبلون أي شكاوى.
وقال الموظف في حديثه ل"سبق" إن هناك بضائع كالفواكه يوجد عليها ملاحظات من قِبل هيئة الغذاء والدواء وتبقى موجودة في صالة المعاينة حتى تتعفن بعد أشهر والروائح منتشرة في الصالة, بجانب وجود بعض المواد الخطيرة المهملة ويوجد عليها بعض الملاحظات من قِبل الجمرك, وتساءل الموظف قائلاً: "لماذا توضع بهذا الشكل على الرغم من خطورتها.. لماذا لا تنقل إلى مستودعات خاصة حتى تنتهي إجراءاتها أفضل من أن توضع في صالة المعاينة خصوصاً أن بعضها أطعمة كاللحوم والأسماك التي تُوضع خارجاً لعدم وجود الثلاجات الكافية".
وكشفت الصور وجود بعض الكراتين المرمية وبعضها مثقوبة، وأكد الموظف أن السبب هي قيادة سائقي الرافعات بطريقة متسرعة داخل الصالة الضيقة مما تسبب في اضرار للبضائع والكراتين.
وفي حديثه عن العمالة قال: "أصبح البعض منهم يأخذ بعض البضائع ويقوم بإخفائها وعندما يأتِ صاحبها باحثاً عنها يجد بعضها، وبعضها لا يجده فيقوم بإعطاء مبالغ مالية للعمالة لإيجاد البضاعة فيقومون بارجاعها له, وأن هذا يعود لإهمال الموظفين الذين سمحوا للعمالة باستغلال العملاء".
واشتكى الموظف من الإهمال الذي يواجهه مع زملائه قائلاً: "الطيور أصبح لها مساكن في المستودعات وأوساخها نجدها على بعض البضائع، وأحياناً كثيرة على مكاتب الموظفين المكشوفة في صالة الشحن بجانب وجود الفئران الموجودة في معظم المكاتب ولم يتم القضاء عليها, وتقدمنا بشكاوى ولم نجد رداً".
وقال الموظف قائلاً: "ما يهمنا الآن هو وجود مواد خطرة جداً ومكشوفة ما بين بوابة 15 و 16 وهناك يجلس بعض المراجعين للتدخين والاستراحة ولو أن أحدهم رمى سيجارته بالخطأ لأحدث كارثة لا يُحمد عُقباها".
وحمّل الموظف الشركة المختصة بالصيانة مسؤولية ما يحدث من إهمال سواء في النظافة أو الصيانة الدورية أو الحفاظ على الممتلكات وغيرها, وقال في ختام حديثه: "تقدمنا بالعديد من الشكاوى ولكن لم نجد حلاً حتى الآن".