قال مسؤولون أمريكيون إن إمام مسجد في فلوريدا وابنَيْه، وأحدهما إمام أيضاً، أُلقي القبض عليهم يوم السبت الماضي بسبب تقديمهم تمويلاً ودعماً مادياً إلى حركة طالبان الباكستانية. وكان المواطنون الأمريكيون الثلاثة، وهم من أصل باكستاني، ضمن ستة اتُّهموا في لائحة اتهام أمريكية بدعم "أعمال قتل وخطف وتشويه في باكستان وأماكن أخرى" قامت بها حركة طالبان الباكستانية، التي تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية. وأعلن المدعي الأمريكي للمنطقة الجنوبية في فلوريدا ويفريدو ايه. فرير وضباط محليون من مكتب التحقيقات الاتحادي لائحة تتهم الأشخاص الستة بإقامة شبكة نقلت أموالاً من الولاياتالمتحدة إلى مؤيدي ومقاتلي حركة طالبان الباكستانية في باكستان لأغراض من بينها شراء أسلحة. وإذا أُدين المتهمون فسيواجِه كل منهم عقوبة السجن 15 عاماً عن كل تهمة في لائحة الاتهام. وأعلنت لائحة الاتهام في الوقت الذي يشوب فيه التوتر علاقات الولاياتالمتحدة مع باكستان بشأن الغارة الأمريكية التي قتلت أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في باكستان. وأدان البرلمان الباكستاني أمس السبت الغارة، ودعا إلى إعادة النظر في العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وتضمنت لائحة الاتهامات تفاصيل عن تحويل أموال بلغت 50 ألف دولار، لكن فرير قال إنه توجد أدلة على إرسال المزيد، وقال للصحفيين "كانت هذه مجرد قمة جبل الجليد". وأُلقي القبض في ساوث فلوريدا على اثنين من المتهمين، هما حافظ محمد شير علي خان (76 عاماً) وابنه ازهر خان (24 عاماً) بعدما أَمَّا الصلاة في المسجدين اللذين يعملان فيهما، واعتُقل ابن آخر هو عرفان خان (37 عاماً) في وقت مبكر أمس السبت من غرفة في فندق بلوس أنجليس. وقالت لائحة الاتهام، التي تتضمن أربعة اتهامات، إن حافظ خان إمام مسجد ميامي، وابنه أزهر خان إمام مسجد جماعة المؤمنين في مارجيت في فلوريدا، ويعيش المتهمون الثلاثة الآخرون علي رحمن وعلام زيب وأمينة خان في باكستان، وما زالوا مطلقي السراح. وحافظ خان هو والد أمينة خان وجِدّ ابنها علام زيب. وقال مسؤولون باكستانيون إنهم لم يتلقوا أي طلب أمريكي للمساعدة في تعقب المشتبه بهم الثلاثة في باكستان. وقالت تهمينا جانجوا، المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية: "لم نتلقَّ أي شيء بعد. لا توجد معلومات ملموسة. لقد اطلعنا عليها في الصحف". وكان مسجد ميامي، وهو مبنى صغير من طابق واحد في منطقة تسكنها أغلبية تنحدر من أمريكا اللاتينية على مقربة من مطار ميامي الدولي، خالياً من المصلين أمس السبت. ونقلت ميامي هيرالد عن ابن آخر لحافظ خان، يُدعى أكرام خان، وهو سائق تاكسي، قوله إن والده مسن ومريض بشكل يحول دون انخراطه في دعم مسلحين، وألا أحد من أفراد أسرته يؤيد طالبان الباكستانية. وقال مسؤولون أمريكيون إن الاعتقالات والاتهامات جاءت بعد تحريات استمرت ثلاثة أعوام عن تعاملات مالية مريبة، واستندت إلى محادثات مسجَّلة وتتبع أموال تُنقل من حسابات في بنوك أمريكية إلى باكستان. وقال جون جيليز، وهو ضابط في مكتب التحقيقات الاتحادي في ميامي، إنه لا توجد صلة بين هذه القضية والوثائق والمعلومات التي أُخذت من مجمع في باكستان قُتل فيه ابن لادن هذا الشهر. ويزعم الادعاء أيضاً أن حافظ خان دعم طالبان الباكستانية من خلال مدرسة دينية في سوات في باكستان، استخدمها لتوفير مأوى للمتشددين. وأضاف فرير "لدينا أدلة على أن المدرسة كانت تُستخدم في هذا الاتجاه لإيواء أعضاء في طالبان الباكستانية، وإعداد الأطفال كي يصبحوا مجاهدين". وقال فرير في بيان "رغم كونه إماماً لم يكن حافظ خان رجل سلام على الإطلاق". وتصنف الحكومة الأمريكية طالبان الباكستانية على أنها "منظمة إرهابية أجنبية"، وتقول إنها مرتبطة بالقاعدة وطالبان في أفغانستان. وقال فرير في البيان "كي أكون واضحاً فإن هذه ليست لائحة اتهام ضد أي جماعة ولا ديانة بعينها. لكن لائحة اتهام السبت تتهم ستة أفراد بدعم الإرهاب والعنف من خلال تمويل ودعم طالبان الباكستانية". وقالت بعض المنظمات الإسلامية في فلوريدا إنها ترحب بجهود السلطات بالتأكيد أن الاعتقالات استهدفت أفراداً وليس مساجد. وقال نزار حمزة المدير التنفيذي لمكتب فلوريدا التابع لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية: "أعتقد أنه من المهم جداً تسليط الضوء؛ حتى لا يصبح الناس خائفين من أماكن العبادة أو ممن يذهبون إليها". وفي قضية أخرى ينظرها القضاء، قد تُفسد العلاقات مع باكستان، من المقرر أن تبدأ في شيكاجو هذا الأسبوع محاكمة رجل باكستاني المولد بتهمة مساعدة متشددين في هجمات مومباي عام 2008 في الهند.