أربع نسوة، تضمهن غرفة في حوش لقريب لهن والقائمة عليهن تدخر من الضمان البالغ 800 ريال لإصلاح "المنزل" وتوسيعه ب"حجرة" إضافية، على الرغم من أنها تحمل شهادة بكالوريوس لم تؤهلها إلا للعمل في أحد المنازل بعائد 400 ريال شهرياً، فضلاً عن رحلة معاناة طويلة بلغت نحو ثماني سنوات، ولم تنتهِ منذ طلاقها للحصول على نفقة لبنتَيْها من طليقها. تلك هي ملخص مأساة "أُمّ رزان"، التي روتها ل"سبق"، ولم يفارقها الرضا بالقضاء والقدر، وحمد الله على كل شيء. تقول "أم رزان": في بدايات حياتي تجنى عليَّ والدي بتزويجي لقريبه ظلماً وقهراً، ورضيت بذلك الزوج الذي أمَّلتُ أن يكون نِعْم الزوج، لكن خاب أملي مبكراً؛ فلم أعرف منه سوى الطمع والجشع. وأضافت: كنتُ أصرف على نفسي وبنتيّ مما أحصل عليه من والدتي، ولم يكن ذلك الزوج همه سوى أن يتم تعييني معلمة؛ ليستولي على راتبي؛ فأنا أحمل شهادة بكالوريوس، وكانت حياتناً معاناة بسبب طمعه وجشعه، وعندما مضى وقت طويل ولم أُرشَّح للتعيين أو أحصل على وظيفة تركني وبنتيّ منذ ما يقارب 8 سنوات، حصلت على الطلاق منه". وتابعت: منذ ذلك الوقت وأنا أعيش - الحمد لله - مع بنتيّ وأمي المنفصلة هي الأخرى عن والدي المتزوج بأخرى منذ عشرين عاماً، وتجمعنا غرفة في حوش لقريب لي يضمنا ويسترنا، وقد بدأتُ ادخار بعض المال من الضمان الذي أحصل عليه، وهو ثمانمائة ريال، كما أني أعمل لدى إحدى الأسر بقريتنا في التنظيف، وأحصل على مبلغ أربعمائة ريال محاولة مني لبناء غرفة أخرى وتحسين معيشتنا. وتواصل "أم رزان" حديثها بتفاصيل عن جانب آخر من مأساتها، وتقول: تقدمت منذ عام 1426ه بدعوى للمحكمة العامة في محافظة أبو عريش للحصول على نفقة من طليقي لبنتَيْه، ومنذ ذلك الحين لم أستفد من تلك الدعوى سوى زيادة مصاريف المواصلات التي أتحملها دون فائدة. وأشارت أم رزان إلى أن طليقها لم يحضر أي جلسة "وكل جلسة يزيد على كاهلي همّ المواعيد التي كانت بالشهور حتى أصبحت اليوم بالسنين، ولم أنَلْ من قضيتي تلك على صك إعالة لأستفيد منه بضم بنتَيّ إلى الضمان الاجتماعي، بل حتى لم أستطع إدخالهما المدرسة سوى بتعاطف مديرتها معي؛ فهما غير مضافتين على والدهما، وليس لديهما سجل مدني. وأردفت "أم رزان": الحمد لله، أنا راضية بقضاء الله وقدره، وكل ما يأتي هو بأمر الله، وسأظل على الرغم من متطلبات الحياة ومصاريفها من فواتير كهرباء ومدارس وملبس ومأكل ومشرب صابرة ومثابرة لرعاية والدتي وبنتَيّ.