قال وزير البترول السعودي علي النعيمي اليوم الثلاثاء إن السعودية تضخ النفط حالياً بمعدل يبلغ نحو عشرة ملايين برميل يومياً، وإنها تخزن 80 مليون برميل لتلبية أي حاجة مفاجئة تنجم عن تعطل الإمدادات. وبسبب المخاوف من تعطل الإمدادات من الشرق الأوسط بسبب تصاعد التوتر بين الغرب وإيران بشأن برنامجها النووي ارتفعت أسعار مزيج برنت 20 في المائة منذ بداية العام؛ لتسجل مستوى قياسياً فوق 128 دولاراً في مارس. وتراجعت الأسعار بعد ذلك، لكن ارتفاعها هدد بتقويض التعافي الاقتصادي العالمي، وضغط على ميزانيات الاقتصادات الناشئة. ورغم التراجعات الأخيرة في أسعار النفط قال النعيمي للصحفيين أثناء زيارة لليابان إن أسعار النفط لا تزال مرتفعة. وسُئل إن كان ينبغي على منظمة أوبك أن ترفع حصص الإنتاج في اجتماعها الذي يُعقد في 14 من يونيو/ حزيران فقال: "عليكم الانتظار حتى الاجتماع. يجب أن نناقش ذلك". ولم يتغير الإنتاج السعودي عن مستواه في الشهر الماضي الذي بلغ أيضاً عشرة ملايين برميل يومياً، والذي كان أعلى مستوى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني. وضخت السعودية في نوفمبر أكبر إنتاج لها منذ عقود. وقال النعيمي إن السعودية مستعدة لاستخدام طاقتها الإنتاجية الفائضة، التي تبلغ 2.5 مليون برميل يومياً، إذا ظهرت حاجة إلى إمدادات إضافية من النفط. وتابع "إضافة إلى طاقتنا الفائضة البالغة 2.5 مليون برميل يومياً فإننا لدينا مخزونات تبلغ نحو 80 مليون برميل.. هذه المخزونات جاهزة للاستخدام". وأضاف بأن السعودية لديها طاقة استيعاب تخزينية تبلغ نحو 80 مليون برميل مملوءة بالكامل وجاهزة لتلبية أي حاجة مفاجئة إلى زيادة في الإمدادات. وقلصت العقوبات الغربية الهادفة إلى إجبار طهران على وقف برنامجها النووي صادرات النفط الإيرانية. وقامت الصين وكوريا الجنوبية واليابان والهند، وهم المشترون الرئيسيون لصادرات النفط الإيرانية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً، بتخفيض مشترياتهم هذا العام. وتساعد زيادة الإمدادات من السعودية وليبيا وروسيا ومصدرين آخرين من الشرق الأوسط في ضمان وجود ما يكفي من الخام المتاح. في غضون ذلك قال مسؤول بوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة في اليابان إن النعيمي أبلغ وزير التجارة الياباني يوكيو إيدانو بأن اليابان مستهلك وعميل مهم، وأنه يتفهم أن احتياجاتها النفطية زادت في أعقاب كارثة مفاعل فوكوشيما. وقال النعيمي إن اليابان يمكنها الاعتماد على السعودية في الحصول على إمدادات نفطية مستقرة. لكن مسؤول وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة قال إن النعيمي لم يذكر دولة معينة عندما سأله الصحفيون عما إذا كانت السعودية ستتدخل لسد نقص الإمدادات الإيرانية. وقال المسؤول "عرض الإمدادات السعودي ليس لتعويض النقص في صادرات دولة معينة إلى اليابان". وانخفضت الواردات اليابانية من الخام الإيراني 36.4 في المائة في مارس عن مستواها قبل عام، في حين زاد الاستهلاك الإجمالي للنفط لتلبية الطلب على الكهرباء مع إغلاق المفاعلات النووية. وأظهرت بيانات أن اليابان استوردت 305114 برميلاً يومياً من إيران في الربع الأول بانخفاض نسبته 31.2 في المائة عن الفترة المقابلة من 2011 حين اشترت 443535 برميلاً يومياً. وقال إيدانو للصحفيين قبل اجتماعه مع النعيمي إنه سيطلب من السعودية المساعدة في توفير إمدادات نفطية مستقرة. وأضاف "بشكل عام، السعودية قدمت أكبر قدر من التعاون على مدى سنوات عديدة فيما يتعلق باستقرار الإمدادات من النفط الخام. أريد أن أشكرهم على هذا، وأن أطلب منهم مواصلة التعاون".