أوضحت سفارة إثيوبيا في الرياض، تعقيباً على خبر نشرته "سبق" بعنوان "مأساة إثيوبيات داخل مقر جاليتهن بالرياض.. تقييد بالحبال وصراخ هستيري"، أن مرض بعض العاملات الإثيوبيات الموجودات بمقر جاليتهن قوي وعدواني؛ لذا فإنهن يتهجمن على بعضهن بعضاً، وعلى مَنْ حولهن، ويحاولن الخروج للشارع العام والانتحار. مشيرة إلى أنه مع صعوبة التعامل معهن، في ظل عدم وجود بيئة مخصصة لذلك، فإن مسؤولي الجالية يضطرون إلى ربط بعضهن بالحبال عند الضرورة حفاظاً على سلامتهن وسلامة الآخرين، وليس فساداً وإجراماً. وقالت السفارة في توضيح لها، تلقته "سبق"، إنه من الطبيعي أن تحصل خلافات ونزاعات بين العامل وصاحب العمل، في أي مكان وزمان. مبينة أنه بسبب بعض الخلافات التي تنشأ بين بعض العاملات الإثيوبيات وأصحاب العمل أصبحت السفارة الإثيوبية في الرياض والقنصلية العامة في جدة مشغولتَيْن بقضايا بعض الخادمات الهاربات من مواقع عملهن، واللجوء للسفارة طالبات منها التدخل لحل هذه الخلافات. وذكرت السفارة أن بعضهن يُعثر عليهن مرميات أمام بوابة الجالية الإثيوبية عن طريق أشخاص مجهولين أو "تكاسي"، وهن في حالة فقدان للوعي وأمراض نفسية؛ فتجد إدارة الجالية نفسها مضطرة لإيوائهن في مأوى مؤقت، ربما لا يتناسب مع حالاتهن الصحية. مضيفة: "ويتأزم الأمر وتعظم المشكلة؛ كونهن لا يحملن معهن جواز سفر ولا إقامة؛ ما يعيق إسعافهن وتقديمهن للمستشفيات للعلاج في ظل هذه الظروف، ويبقى الأمر كما هو إلى أن تتوصل السفارة لكفلائهن للحصول على أوراقهن الثبوتية؛ ليتسنى لها علاجهن، إلى أن تتحسن أوضاعهن، ثم إنهاء إجراءات ترحيلهن لبلادهن". وقالت إن بعض الخلافات قد تحتاج إلى إجراءات قانونية، وبعضها يحتاج إلى المتابعة مع إدارة شؤون الخادمات قبل البدء في إجراءات ترحيلهن لبلادهن؛ ما يتطلب جهداً ووقتاً. وأوضحت أن هذه المشكلة لا تزال قائمة حتى الآن، وأصبحت الشغل الشاغل للسفارة والجالية على حد سواء. مؤكدة أن السفارة تسعى بالتنسيق مع الجهات المختصة في السعودية أو مكاتب الاستقدام التي أرسلت العاملات وغيرها لإيجاد حل للمشكلة، طالبة في الوقت نفسه من الجهات ذات العلاقة التعاون لحل مشاكلهن أو ترحيلهن لبلادهن. وأشارت إلى أن الجالية الإثيوبية آوت في الأيام الأخيرة 40 عاملة منزلية؛ بسبب الخلافات مع أصحاب العمل، وتم ترحيل 17 منهن إلى بلادهن، و15 عاملة منهن في انتظار إنهاء وضعهن، ومن ثم ترحيلهن. وكان عدد من المقيمين الإثيوبيين في المملكة كشفوا ل"سبق" عن عمليات إهمال شديدة تتعرض لها عاملات إثيوبيات في مقر الجالية الإثيوبية بالعاصمة الرياض، مؤكدين أنها "حرجة جداً" وقد تودي بحياتهن. وفي فيديو تم نشره على يوتيوب في 9 أبريل الجاري، يَظهر عددٌ من العاملات في الجالية الإثيوبية بالرياض وقد تم تقييدهن بالحبال إلى الجدران والنوافذ، وقد بلغ بإحداهن الحال إلى أن تصرخ بشكل هستيري. ويبين الفيديو مدى الإهمال الذي تتعرض له هؤلاء العاملات، فالمكان يخلو تماماً من مقومات الحياة البسيطة، ومستوى النظافة فيه معدوم تماماً. يقول (ع. إ) وهو مقيم من الجنسية الإثيوبية: "هؤلاء عاملات رأيتهن بأم عيني على هذه الحالة في مقر جاليتنا بالرياض، وهذا الفيديو يظهر غيضاً من فيض ما يعانين بسبب فساد المسؤولين في سفارتنا بالرياض"، وأكد: "هناك عاملات بلغ بهن الحال أن ينظرن بعين الخوف إلى كل من ينظر إليهن، ويطرقن النظر باستمرار إلى نقطة مجهولة أمامهن، وهذا كنت أظن أنني لن أراه إلا في المسلسلات". أما (عبدالله. ر) وهو مقيم آخر من الجنسية الإثيوبية فقد قال ل"سبق": "هذا تسيب يستدعي التساؤل: "أين المسؤولون مما يجري؟ وأين ذهبت إنسانيتهم؟" وعن الطموحات يقول: "نتمنى أن تقوم سفارتنا بتشكيل لجنة تتابع وضع هؤلاء العاملات، وتنهي هذا الجحيم الذي يعشن فيه". وكان عدد من الناشطين الإثيوبيين قد وجهوا نداءً إلى منظمة حقوق الإنسان، لافتين الانتباه إلى هذه الأزمة الإنسانية، مؤكدين ضرورة اتخاذ إجراءات تحد من هذه الفظائع وتمنع تكرار حدوثها في المستقبل.