لم يدر المصور الفرنسي لويس داجير وهو يلتقط هذه الصورة الفوتوغرافية، عام 1838، في شارع "بوليفار دي تمبل" بالعاصمة الفرنسية باريس، أنه يصنع تاريخاً، فالآن وبعد 172 عاماً، أصبحت هذه الصورة، أول لقطة فوتوغرافية في التاريخ تضم "إنسانا" أو "الرجل الذي كان يلمع حذاءه على الرصيف"، وذلك بعد جدل دار بين أكاديميين أمريكيين وخبراء أوروبيين. وقالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية أمس: إن الصورة الفوتوغرافية التي التقطها المصور الفرنسي لويس داجير، عام 1838، معروفة منذ سنوات، لكنها أثارت عاصفة على الإنترنت في الآونة الأخيرة، بعدما ادعى أكاديميون أمريكيون بجامعة روشستر، أن صورة التقطت في سينسياتي عام 1848، هي أقدم صورة التقطت ل"إنسان"، فقد بحث أكاديميون من جامعة "روشيستر" بنيويورك في سجلات "مكتبة سينسياتي العامة"، حيث وجدوا صورة التقطها المصوران تشارلز فونتاين ووليم بورتر، في سينسياتي في 24 سبتمبر 1848، أي منذ نحو 162 سنة، ثم قاموا بوضع هذه الصورة في أحد المتاحف في "روشيستر"، كما قاموا ببثها على الإنترنت، مؤكدين أنها أقدم صورة التقطت لإنسان. وتضيف الصحيفة: إن الأمر لم يمر هكذا، حيث أكد أحد المدونين على الإنترنت، جيج ثيرموند، المهتم بتاريخ الفن " إن الصورة الفوتوغرافية التي التقطها المصور الفرنسي لويس داجير، عام 1838، والمعروفة منذ سنوات، تضم بالفعل أول إنسان في صورة فوتوغرافية، حيث شرح ثيرموند " في الصورة شخصان لا شخص واحد" وعلى مدونته "هوكمبيرج جومبا" شرح المدون جيج ثيرموند قائلاً "إن الفرنسى لويس داجير، وهو مخترع طريقة للتصوير معروفة ب"طريقة داجير للتصوير"، حيث كانت تستعمل في هذا النوع من التصوير، ألواح معدنية مطلية بالفضة، ثم تعرض لبخار اليود قبل طلائها بالزئبق وتسخينها، ثم توضع هذه الألواح في الكاميرا للحصول على صور من الأشياء". وأضاف المدون جيج ثيرموند "في اليوم الذي التقط فيه الفرنسي داجير هذه الصورة، كان الشارع مزدحماً بالمارة، حيث كان البعض يسير على قدميه، والبعض الآخر يركب السيارات، وفي الوقت الذي كان يعد فيه المصور اللوح المعدني، بدأ الشارع يخلو من المارة إلا هذا الرجل الذي كان يلمع حذاءه على الرصيف، والذي يمكننا أن نراه في أسفل يسار الصورة، لقد انتظر هذا الشخص ليدخل التاريخ، كأول إنسان تلتقط له صورة فوتوغرافية، حتى الظل الباهت للولد ماسح الأحذية قد دخل معه التاريخ". وقالت الصحيفة: لم يتعرف أحد على هذا الرجل، ومن غير المحتمل التعرف عليه، لكن الطريف أن متخصصاً في تصميم الصور ثلاثية الأبعاد، يدعى ليو قام بتلوين الصورة، ثم قام بإحصاء العديد من الأشخاص في الصورة، وإن كانوا على بعد وبلا ملامح.