دخلت "ماما كونشا"، التي تعمل في أحد المستشفيات الشهيرة في جدة، منذ 28 عاماً، عامها ال73 كأكبر ممرضة على رأس العمل وأقدم ممرضة أجنبية في السعودية. "كونشا باراس" أو "ماما كونشا" كما يفضل المرضى وطاقم العمل مناداتها، من جزيرة مندورو في الفلبين، حضرت للسعودية للعمل قبل 28 عاماً في محاولة منها لتحسين أوضاعها المعيشية ومساعدة أبنائها الأربعة لإكمال تعليمهم. بدأت "ماما كونشا" عملها في مستشفى خاص وشهير ويقع في أحد أشهر شوارع مدينة جدة، وعلى مر السنين اكتسبت ثقة المرضى وطاقم العمل واحترامهم، خصوصاً أنها من أوائل الممرضات اللاتي تعاقد معهن المستشفى منذ افتتاحه، كما أن جميع المرضى من سعوديين وغير سعوديين يحرصون على زيارتها أو السؤال عنها أثناء وجودهم في المستشفى. ويشير المسؤولون في المستشفى إلى أن "ماما كونشا" رغم كبر سنها إلا أنها تصر على العمل بحماس كبير وتقوم بالكثير من الأعمال من إعداد الجداول ومتابعة السجلات الطبية ومساعدة المرضى وزملاء العمل، إضافة إلى براعتها في استخدام أجهزة الكمبيوتر، مشيرين إلى أنها يجب أن تتقاعد عن العمل، إلا أنه سمح لها بالعمل وذلك لعشقها لهذه المهنة، إضافة إلى أنها محبوبة لجميع العاملين في المستشفى والمرضى، حيث إن الكثيرين منهم يعدونها فرداً من أفراد أسرهم. وأشار أحد الموظفين في المستشفى إلى أن بعض الأسر السعودية وغيرها يحرصون أثناء وجودهم بالقرب من المستشفى أو عند زيارة الطبيب على الالتقاء ب"ماما كونشا" مصطحبين أطفالهم، موضحاً أن الأطفال والجيل الجديد غير اسمها من "ماما كونشا" وباتوا يطلقون عليها اسم "ماما نمبر ون". فيما تقول "ماما كونشا" إن مالك المستشفى وأسرته يطلبون منها البقاء في المنزل للراحة وترك العمل مع التزامهم بصرف رواتبها شهرياً وبدل السكن وغيرها من المستحقات المالية، إلا أنها لا تستطيع ترك العمل وخدمة الناس. وتذكر أن مالك المستشفى وأسرته يعاملونها وكأنها أحد أفراد أسرتهم، مشيرة إلى أنهم أشخاص يحملون قلوباً حانية وقد سبق أن ساعدوها كثيراً في أوقات الحاجة ودعموها حتى تمكنت من إنهاء تعليم أبنائها. وتؤكد "ماما كونشا" أنها ستحاول أن تواصل عملها خصوصاً أنها ما زالت تحس بالنشاط والحيوية ولا يمكنها أن تتخيل نفسها بعيداً عن المستشفى، كما تقول، مشيرة إلى أنها تشكر الله كثيراً على منحها هذه الفرصة لخدمة الناس.