"أريد العمل لأخفف عناء الحياة عن والدتي" بهذه الكلمات بدأت إحدى الفتيات سرد معاناتها ل "سبق"، قائلة: نحن خمس بنات ليس لنا معينٌ سوى الله، تُوفي والدنا منذ سبع سنوات، وبدأت الحياة تطحنُنا بتروسها القاسية، فنحن نعيش في بيت إيجارٍ، ومنذ وفاة والدي عجزنا عن تسديد إيجاره حتى تراكم إلى 60 ألف ريال، شعرنا بالوحدة، وأطفأت قلة ذات اليد البسمة في حياتنا. وتابعت حديثها: أنا خريجة جامعية قسم دراسات إسلامية، ومع الأسف، لم أجد عملاً حتى الآن، تزوجت وعشت في بيت عائلة زوجي، وزوجي يعاني قلة ذات اليد ويبذل قصارى جهده، بيد أن غلاء المعيشة سيلٌ جارفٌ يقضي في طريقه على الأخضر واليابس، وشقيقتي مُطلقة ابتلاها الله بالوحدة، وتضاعفت أحزانُنا حتى أثقلت كاهل والدتي.
شقيقاتي الصغيرات يعتصرهن الألم فقد توقف حلمهن الدراسي عند الصف السادس الابتدائي، وهن يشعرن بالخوف والقلق على مصيرهن. وبصوتٍ ممزوجٍ بالبكاء استكملت حديثها قائلة: نشعر بالخوف ويساورنا القلق من مصيرنا، فصاحب البيت يهدّدنا بالطرد لعجزنا عن سداد إيجاره، ولا ندري ما مصيرنا، فليس لنا عائلٌ أو قريبٌ يتكفل بنا، فالجميع تلهيهم دوامة الحياة، وطرقت أبواب الجمعيات الخيرية، ومع الأسف أوصدت جميعها. وتساءلت في دهشةٍ: ماذا يجدي 1200 ريال من الضمان الاجتماعي ، و1100 تقاعد الوالد، في ظل الغلاء الفاحش، معربة عن قلقها على مصيرهن، وخاصة شقيقاتها الصغيرات، فقد أضحت الكوابيس المزعجة جزءاً من حياتنا، نعيش أياماً باهتة، دموعُنا ضاقت بها العيون، وأحزانُنا باتت شجوناً، إخوتي يتمنين الموت، وأخشى أن يلعب الشيطان بهن، ويفكرن في الانتحار. وناشدت عبر "سبق" أهل الخير، قائلةً: والدتي مريضة تعاني من احتكاك في الظهر والضغط والسكري، وليس لنا - بعد الله – سواكم. فنحن مهدّدات بالطرد ومصيرُنا الشارع، أتمنى أن نمتلك بيتاً، وأدعو أصحاب العمل لمساعدتي في الحصول على عملٍ، فربما هذه القطرة تصبح غيثاً فائضاً على أسرتي.