تمر الأيام والشهور على أم سعود على أمل أن تجد من يسد حاجتها المتزايدة وعوز أسرتها المكونة من ستة أطفال (ثلاثة أولاد وثلاث فتيات)، لا تعلم أين سيقودهم المصير المجهول وضيق حالهم سوى اللجوء إلى الله ثم صدقات فاعلي الخير التي تأتيهم على فترات متباعدة. تسكن أم سعود في بيت مستأجر في أحد أحياء جنوبالرياض، وتعجز باستمرار عن دفع إيجاره، ما يجعل الخوف من التشرد شغلها الشاغل. وتقول: «كنا نعيش حياة طبيعية وبفضل الله مؤمن لنا أساسيات المعيشة، ولكن الأمور انقلبت بعد سجن زوجي منذ أكثر من عام، إذ انقلبت الدنيا علينا وأدارت لنا ظهرها»، موضحة: «أحياناً لا أجد ما أعطيه لأبنائي عند ذهابهم إلى المدارس، ولا يوجد لنا دخل ثابت، ما يجعلنا في حاجة دائمة إلى ما تجود به أيدي المحسنين». حاولت أم سعود إخفاء دموعها وهي تسرد مأساتها ل«الحياة» ولكن الدموع أبت عليها ذلك، اذ انسكبت بغزارة، لتترجم ما يخالجها من الداخل ويعتصر قلبها الذي ذاب حزناً، وعيناها اللتان أرقهما السهر، «أبنائي دائماً يسألون عن والدهم، ويطلبون مني شراء مستلزمات أساسية ولا أستطيع ذلك، وأخشى أن تضطرهم الحاجة إلى مرافقة أصدقاء السوء، خصوصاً أنهم يرون أصدقاءهم ينعمون بحياة أفضل من حياتهم». وتضيف: «تراكم الديون على زوجي هو سبب سجنه، وإلا فهو معروف بالاستقامة وعلاقته طيبة مع الجميع»، لافتة إلى أنه مطالب بسداد أكثر من 200 ألف ريال كان جمعها من بعض معارفه للاتجار بها، ولكنه فشل وتحمل كل الخسائر الناتجة من المشروع». وتشير أم سعود إلى أن زوجها ليس موظفاً حكومياً، وليس له مصدر دخل ثابت، اذ كان سائق تاكسي، ولكن بعد زيادة الأعباء المالية وكثرة الأبناء، فكر في دخول التجارة، «كانت البداية جيدة، ولكن ساءت الأمور في ما بعد حتى انتهت بدخوله السجن». وعلى رغم سوء حالها النفسية وشعورها باكتئاب طوق حياتها وكبلها، كونها امرأة وأطفالها صغار لا يستطيعون العمل، إلا أنها لم تيأس فبحثت عن وظيفة حتى لو كانت بدخل مادي ضئيل، وحاولت طرق جميع الأبواب، إلا أن الأبواب أوصدت في وجهها. وتتابع: «اليأس يحيط بنا، والحزن يعيش معنا في البيت، ومع ذلك الأمل بالله هو حصننا، وآمل من أهل الخير أن ينزعوا عنا هذا الحزن، وان يكون لهم الفضل أمام الله في إخراج زوجي من السجن ولم شملنا معه».