دعا وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، إلى تفعيل آليات التعاون مع ليبيا، وذلك خلال زيارة قام بها إلى طرابلس، أكد منها أن بلاده التي تستضيف عدداً من أفراد العقيد الراحل معمر القذافي، لن تسمح لهم بأن يمسوا "شعرة واحدة" من ليبيا. وقال مدلسي، بعد التوقيع على محضر يتعلق بالتعاون الثنائي، أمس الاثنين، مع نظيره الليبي، عاشور سعد بن خيال: إنه جاء إلى ليبيا "ليبلغ رسالة تضامن وتعاون" مع هذا البلد في كل الميادين ولدراسة العديد من الملفات ذات الأهمية القصوى كالقضايا الأمنية.
وشدد مدلسي على ضرورة "استعادة العلاقات بصفة عادية" وهذا بغية المشاركة بصفة "فعالة" في هذا "العهد الجديد الذي تعرفه ليبيا والمنطقة ككل. كما أكد أن المرحلة المقبلة ستشهد فتح ملفات وآفاقاً جديدة بين الجزائر وليبيا التي "تمتلك إمكانيات ضخمة لا بد أن تستغل" وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الليبية.
وبخصوص وجود بعض الأفراد من عائلة القذافي على الأراضي الجزائرية، جدد مدلسي تأكيده على أن استقبال الجزائر لهم كان لأسباب "إنسانية محضة" مؤكداً التزام بلاده بأنهم "لن يمسوا شعرة واحدة من ليبيا". على حد تعبيره.
وقد عاد مدلسي في وقت لاحق واجتمع مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، وأكد أمامه على أن الجزائر "لم تتدخل في الشأن الداخلي لليبيا على غرار مواقفها بالنسبة لتونس ومصر من منطلق احترامها لمواقفها الدبلوماسية."
وتأتي زيارة مدلسي ومواقفه بعد ثلاثة أيام من صدور مواقف ليبية بارزة، طالبت الدول العربية بتسليم شخصيات تنتمي إلى نظام العقيد القذافي، موجودة على أراضيها، لأنها "تمثل خطراً على ليبيا."
يذكر أن الجزائر تستضيف على أراضيها عدداً من أسرة القذافي، بينهم أولاده محمد وهانيبال وعائشة، إلى جانب زوجته صفية، وقد سبق أن أثارت ابنته عائشة إشكالات دبلوماسية بسبب تعليقاتها حول قضايا تتعلق بالسياسة الداخلية الليبية، وانتقادها للقوى التي أطاحت بنظام والدها. كما يوجد الساعدي القذافي، وهو أيضاً أحد أبناء العقيد الراحل، في دولة النيجر.