حث الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار طلاب وطالبات جامعة الإمام محمد بن سعود، على كسب رضا الوالدين وأخذ مشورتهم في كل الأمور، مستشهداً بوالده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع الذي لا يمر يوم إلا ويتصل به وبأولاده وأحفاده ويسأل عنهم وعن أحوالهم، مثنياً على جهود أخيه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان -رحمه الله- في إقناع والدته بالموافقة على رحلته الفضائية، وهي الرحلة التي تمت بمباركة ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- التي مثل فيها شعب المملكة العربية السعودية. وكشف الأمير سلطان خلال اللقاء الذي نظمته الجامعة صباح اليوم ليروي فيها قصة نجاحه في تطوير قطاع السياحة بالسعودية، أن المملكة لم تدفع قرشاً واحداً من أجل رحلته الفضائية وإنما كان ذلك بناء على ترشيح المنظمة العربية للاتصالات الفضائية التي كانت المملكة تمتلك أكبر حصة فيها، مشيداً بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- في تذليل العقبات التي واجهته في بداية الأمر من تدريب في القاعدة الجوية في الظهران وإجراء الاختبارات التأهيلية، بالإضافة إلى التأهيل الطبي.
وأضاف أنه في 29 رمضان من عام 1405ه الموافق 17 يونيو 1985م أقلعت رحلته إلى الفضاء على متن المكوك الأمريكي (ديسكفري) وتحدث عن صيامه خلال أيام التدريب ورؤيته لهلال شهر شوال وصلاته في المكوك الفضائي.
وأشار إلى نجاح الرحلة ووضعها للمملكة في تاريخ الفضاء كأول دولة عربية في هذا المجال، وتدوين التاريخ لتلك الرحلة المشرفة للمملكة، متطرقاً إلى مشاركاته في العمل الخيري ولجمعية الأطفال المعوقين نموذجاً كواجب يؤديه تجاه وطنه وأبناء هذه الفئة العزيزة على قلوبنا.
وأشاد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بتجارب والده في مجال الإدارة والتي كان لها عظيم الأثر في نشأته، منوهاً إلى البيئة التعليمية والاجتماعية التي كان لها الفضل بعد الله في تحقيق أهدافه الشخصية.
وأشار خلال اللقاء إلى حرص خادم الحرمين الشريفين على التعليم ودعمه بلا حدود كونه يشكل أهم مرتكزات هذه الدولة المباركة، كما تطرق إلى نشأة التعليم في المملكة في السابق وما وصلت إليه في وقتنا الحالي في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- كما عبر عن اعتزازه بالجامعة وما تقوم به من دور وطني تجاه أبناء الوطن وبناته من خلال تعليمهم وتأهيلهم إلى سوق العمل وحملها لاسم مؤسس هذه الدولة.
كما بين أن النجاح الذي حققه في الهيئة ليس بجهد فردي وإنما بتكاتف العاملين فيه على إنجاح هذا القطاع الذي أصبح أحد أهم الهيئات الحكومية بالمملكة، واستشهد بكلمة خادم الحرمين الشريفين التي قالها مؤخراً وجاء فيها: (أنا خادم لكم وأقل من خادم) والتي تدل على قرب خادم الحرمين الشريفين من شعبه واهتمامه بهم كونهم الهدف الرئيس التي تسعى الدولة من أجل تحقيق الرخاء وسبل الراحة لهم.
من جانبه، أشاد مدير الجامعة الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل بالعمل المخلص الجاد البناء للأمير سلطان بن سلمان في تطوير قطاع السياحة والجمعيات الخيرية، حاثاً الطلاب والطالبات على الاقتداء بالأمير سلطان بن سلمان في صبره وكفاحه وجهاده حتى أصبح مضرب مثل لأبناء هذه البلاد، منوهاً إلى أن برامج عمادة الموهبة والإبداع من البرامج الطموحة والواعدة بالجامعة والتي تسعى لاستفادة الطلاب والطالبات منها بما يخدم الدين والوطن وتحقيق تطلعات ولاة الأمر.
ثم بيّن عميد الدكتور عبدالله بن ثاني بأن المحاضرة تأتي ضمن برنامج (قصة نجاح) الذي اعتمده مدير الجامعة كبرنامج ثابت لعمادة الموهبة والإبداع والتميز بالجامعة يهدف بفكرته الجديدة إلى السعي نحو زرع الثقة في نفوس الطلاب والطالبات وإظهار الإمكانات المدفونة في نفوسهم عن طريق القدوة التي رسمت قصة نجاحها عبر استضافة أحد العلماء الموهوبين أو المفكرين المرموقين الذين وضعوا لمسات واضحة في مسيرة العلم والتميز والإبداع بفضل المهارات السياسية والعلمية والفكرية البارزة التي يتمتعون بها.