بعيون يملؤها الترقب والخوف والحذر من الزائر غير المرغوب فيه "دوريات الجوازات" وأخرى يحدوها الأمل في العثور على "زبون" تنتشر العمالة السائبة على أرصفة حي السيح بالمدينةالمنورة. ويزداد تكدس العمالة بالصباح الباكر على الأرصفة على شكل مجموعات، فإن لمحوا سيارة هرعوا إليها وتجمعوا حولها دون مراعاة لما يحدث من أضرار لأنفسهم بسبب اندفاعهم. ومنهم من يقوم باصطياد الزبائن وآخرون يبحثون عن عمالة تقوم بمزاولة الأعمال بالأسعار المنافسة، ومنهم من جلس على أرصفة الشارع العام باحثاً عن عمل، رغم مخالفاتهم للأنظمة والإقامة، ومنهم من يرغب بالمغادرة مجاناً والعودة إلى وطنه بالمجان من خلال تسليم نفسه إلى رجال الجوازات. وأبدى عدد من المواطنين وأصحاب المحلات انزعاجهم من تزايد العمالة المخالفة بشكل مخيف من مختلف الجنسيات، وطالبوا بتشديد الرقابة والقضاء على تلك الظاهرة. ورغم الجهود المبذولة من قبل دوريات الجوازات إلا أن تلك العمالة سرعان ما تختفي بمجرد ظهور الدورية، وتعود مرة أخرى فور اختفاء رجال الجوازات عن الأنظار. وقال المواطن "فهد الصاعدي": تجمع العمالة أصبح يشكل هاجساً مخيفاً لأصحاب المحلات، حيث يتجمعون بشكل كبير، وبأعداد هائلة، خاصة وقت الصباح، يتنقلون على شكل مجموعات حسب جنسية البلد الذي ينتمون إليه. وقال المواطن "سعد عبيدالله": تحدث دائماً مشاجرات وملاسنات بين العمالة من الجنسيات المختلفة على اختلاف الأسعار والاندفاع العشوائي لكسب العميل. ورصدت "سبق" تجمع العمالة في الصباح الباكر في شارع السيح، وحاولت لقاء أحدهم إلا أنه شعر بالخوف ولاذ بالفرار. وقال آخر: "أجلس يومياً من أجل الكسب إلا أن الظروف لا تساعدني دائماً في إيجاد العمل. وأحضر يومياً قرابة ال 14 ساعة، والأجر اليومي يبدأ من 70 ريالاً ويصل إلى 100 ريال، ونتفاوض مع العميل حسب نوعية العمل".