أعادت مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي تركيز حملتها لانتخابات الرئاسة على قضية الهجرة أمس الأحد متهمة الرئيس نيكولا ساركوزي بالرضوخ لضغوط المسلمين بشأن كيفية ذبح الماشية للحصول على لحومها، وذلك في محاولة منها لإحباط محاولاته لاجتذاب أنصارها. وحاولت مارين لوبان استغلال حالة الاستياء من العولمة وأزمة الديون في أوروبا وسعت لاجتذاب قطاع أكبر من الناخبين من خلال التحول من التركيز التقليدي على قضايا الهجرة والهوية الفرنسية إلى التخلي عن اليورو وفرض حواجز حمائية. ولكن خلال مؤتمر لحزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه في مدينة ليل عادت مارين لوبان إلى قضيتها الأصلية وهي مناهضة الهجرة والحديث عن عادات المهاجرين قائلة إنها تمتلك أدلة على أن جميع اللحوم في باريس لحيوانات مذبوحة على الطريقة الإسلامية وهي التي يطلق عليها في فرنسا "لحوم حلال". وقالت مارين لوبان: "هذا الوضع ينطوي على غش والحكومة على علم تام بذلك منذ شهور. جميع المجازر في منطقة باريس تخضع لقواعد أقلية. لدينا ما يدعونا للاشمئزاز". وقال معاونو مارين لوبان إنها ستتقدم بشكوى بهذا الشأن. وقالت خلال كلمتها الختامية إن الحكومة ترضخ "للمتطرفين الإسلاميين". ونفت الرابطة الرئيسية لصناعة اللحوم انتربيف هذه المزاعم قائلة إن الغالبية العظمى من اللحوم في باريس ليست مذبوحة على الطريقة الإسلامية لكن الواقعة توضح أن مارين لوبان تحاول كسب أصوات الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم. ويرى معظم المحللين أن برنامجها الاقتصادي ليس جديراً بالثقة ويشككون في استراتيجية التحول من القضية الجوهرية للحزب. وتمثل الانتقادات الموجهة لسياستها الاقتصادية فرصة لساركوزي لجذب أصوات الجناح اليميني مثلما فعل في عام 2007 عندما خاض الانتخابات مستنداً إلى موقف قوي بشأن الأمن والهجرة. وقال نيكولا باي مستشار لوبان بشأن قضايا الهجرة لرويترز "يحاول نيكولا ساركوزي تكرار "ما حدث في 2007" من خلال التعدي على منطقة نفوذنا ..هذا يعني أنه يتعين علينا اتخاذ موقف المهاجم حيث لا نعتزم على الإطلاق أن نسمح له بتكرار ذلك مرة أخرى".
وتأتي مارين لوبان في المركز الثالث في استطلاعات الرأي خلف المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند وساركوزي. ومن المقرر إجراء الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في 22 إبريل. وكان ساركوزي متقدماً على نيسان في استطلاعات الرأي بنقطتين فقط في يناير كانون الثاني لكنّ استطلاعاً أجراه مركز "بي. في. ايه." يوم الجمعة أظهر تقدم ساركوزي بفارق 11 نقطة على لوبان في الجولة الأولى رغم أن الاستطلاع أوضح أن هولاند سيتغلب على الرئيس الحالي في جولة الإعادة المقررة في السادس من مايو.