أفرجت السلطات الأمريكية اليوم عن توماس هاغان، الشخص الوحيد الذي اعترف بالضلوع في اغتيال الأمريكي المسلم الراحل، مالكوم أكس من بين ثلاثة متهمين في القضية بعد 44 عاماً أمضاها خلف القضبان. وجاء الإفراج عن هاغان بعدما أقنع لجنة إطلاق السراح المشروط، في ظهوره الرابع عشر أمامها منذ عام 1984، بأنه نادم على الجريمة ويرغب في قضاء الأيام الأخيرة له خلف القضبان مع أبنائه وعائلته، وقد اشترطت اللجنة عليه التبليغ عن وضعه بشكل دوري لمراكز الشرطة والعثور على مهنة يعيل نفسه عبرها. وكان هاغان الشخص الوحيد الذي اعترف بدوره في الاغتيال من بين مجموعة شملت ثلاثة أشخاص، وأقر آنذاك بضلوعه في الاغتيال الذي جرى بإطلاق النار على الزعيم المسلم في مدينة نيويورك عام 1965. ويبغ هاغان من العمر حالياً 70 سنة، وبسبب تقدمه في السن كان قد نال عقوبة مخففة تسمح له بقضاء خمسة أيام في الأسبوع خارج زنزانته، وتمكن خلال تلك الفترة أيضاً في نيل وظيفة بدوام جزئي في مطعم للوجبات السريعة، إلا أنه لم ينل إطلاق السراح المشروط. وكان مالكولم أكس قد قاد في فترة جماعة "أمة الإسلام" التي كانت في العقد السادس من القرن الماضي تنادي بتفسير خاص للإسلام تجعله يقتصر على تمجيد العرق الأسود، مقابل وصف البيض بأنهم "شياطين بعيون زرقاء". ولكن القيادي الراحل بدّل وجهة نظره واختار العودة إلى القيم الأصلية للإسلام، فتراجع عن الموقف السلبي من البيض وأخذ بانتقاد جماعة "أمة الإسلام،" وأعرب عن قلقه على حياته وسلامته بسبب ذلك. من جهته، انتقد زياد رمضان، عضو مجلس إدارة متحف تخليد ذكرى مالكولم أكس، قرار الإفراج عن هاغان، وقال إنه من المستغرب إطلاق سراح شخص ضالع في اغتيال شخصية محورية في التاريخ الأمريكي بهذا الشكل. وأضاف، في حديث لCNN "هناك الكثير من الغضب بين السود في الولاياتالمتحدة بسبب هذا القرار، والبعض يسأل" هل كان هاغان سيعود للحرية لو أنه كان ضالعاً في اغتيال قيادي أبيض البشرة؟" وكان مالكولم أكس قد تعرض للاغتيال من قبل ثلاثة أشخاص أفرغوا مسدساتهم في جسده خلال إلقائه كلمة في نيويورك، ودارت الشكوك آنذاك حول مسؤولية أعضاء في "أمة الإسلام" عن ذلك، بسبب وقوع الجريمة بعد فترة على اتهام القيادي الراحل لزعيم الجماعة، أليجا محمد، بعدم الوفاء والنزاهة. ورغم أن "أمة الإسلام" نفت طوال السنوات الماضية ضلوعها في القضية، إلا أن هاغان كان أحد عناصرها الأكثر تشدداً، وقد أقر في وقت لاحق بأنه شارك في العملية بسبب الخلاف مع مالكولم وانتقاد الأخير للجماعة. وقامت السلطات الأمريكية أيضاً باتهام كل من محمد عبدالعزيز وخليل إسلام، بالضلوع في الاغتيال، ولكن هاغان أقر بدوره في القضية ونفا التهمة عن زميليه، فأفرج عنها في وقت لاحق.