يلجأ زائرو المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 27" إلى وسائل متعددة في طريقة تسوقهم وتنقلهم من جناح لآخر؛ فمنهم من أتى للقرية التراثية ومعه "عربة" خاصة، يتناوب الجلوس عليها أفراد عائلته، فيما يفضل آخر المشي على قدميه مرتدياً "حذاء طبياً". لكن هناك فئة أخرى ابتكرت طريقة أكثر إبداعاً وحرفية، شريطة أن يتسم صاحبها بمرونة جسدية مميزة مع خفة في الوزن وسرعة في الحركة، ولاسيما في ظل ما تتسم به طرق وممرات الجنادرية بانبساط في الأرض. ولم يتم رصد أي من كبار السن "نساء ورجالاً" يستخدم تلك الوسيلة السهلة والمرنة والرياضية؛ فهي مخصصة لشباب قوي في البنية وسريع في حركته، ولا يملك "كرشا" يُصعّب عليه الاستعانة بهذه الوسيلة التي تساهم بشكل كبير في زيارة كل أرجاء القرية التراثية في وقت قياسي سريع.
إنها "الزلاجات" أو "السكوتر"، أحدث وسيلة مواصلات بين أجنحة "الجنادرية 27"، وخصوصاً بين فئة الشباب ممن احتزموا حقائبهم خلف ظهورهم مرتدين الجينز والقميص الرياضي، ومتنقلين بسرعة هائلة بين أروقة القرى والأجنحة المنوعة.
وقال "معاذ"، الذي كان يرتدي "الزلاجات": في الحقيقة لقد قررت أن أزيد من متعتي في هذا اليوم؛ فأنا أحب التراث والحِرَف القديمة، وأقرأ عنها الكثير في كتب التاريخ وغيره، وكانت لي زيارة للجنادرية العام الماضي، أحسست فيها بإرهاق شديد من جراء تنقلي من قرية لأخرى ومن جناح إلى جناح؛ فقررت هذا العام أن أستعمل "الزلاجات" التي أحسست بها وأنا أتنقل بين الأجنحة بمتعة كبيرة وسهولة في التنقل وإنجاز زيارتي في أسرع وقت.
وأضاف: هناك العديد من الزائرين أبدوا إعجابهم ب"الزلاجات"؛ حيث استفسر العديد منهم عن سعرها وكيف يستطيعون الحصول عليها؛ الأمر الذي أجده جميلاً أن أرى العديد من شباب جيلي يرتدي مثل هذه الزلاجات السريعة.
وأكد "معاذ" أنه ينتظر عائلته؛ حيث أنهي جولته في جميع أجنحة الجنادرية دون استثناء في وقت قياسي قد لا يتجاوز الساعتين، في حين أن عائلته أثناء اتصاله بهم أكدوا أنهم لم ينجزوا نصف جولتهم بعد؛ الأمر الذي جعله يضحك بصوت مرتفع قائلاً: "كسبت وجبة دسمة لعشاء هذا اليوم؛ لأنني كنت تحديت عائلتي بأن أسبقهم، وكان ذلك؛ ففزت بعشاء دسم كما وعدوني".
يُذكر أن الزلاجات الرياضية "السكوتر"، التي انتشرت بشكل كبير بين شريحتَيْ "الأطفال والشباب"، لقيت إقبالاً كبيراً، وتُباع بأسعار تتراوح بين 100 و400 ريال حسب الشركة المصنِّعة، وكذلك بحسب حجمها وطريقة صنعها.
ويرجع نشوء هذا النوع من الرياضة إلى القرن التاسع عشر؛ حيث كانت تمارَس في كنداوالولايات الشمالية من الولاياتالمتحدة في المناسبات الشعبية، وكان السباق يتم بين أعداد كبيرة من المتسابقين.
وتم إدخال هذا النوع من الرياضة إلى الألعاب الأولمبية الشتوية لأول مرة في عام 1932 في الدورة الثالثة؛ حيث أُقيمت أول بطولة عالمية للتزلج السريع للمحترفين عام 1976.
وتُعتبر كندا من الدول الحائزة غالبية الميداليات في هذه الرياضة، التي بدأت في الآونة الأخيرة بالانتشار إلى عدد من الدول الآسيوية مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان.