فوجئ المواطن "تركي الحارثي"، الذي تجول بجثة شقيقته إثر رفض "مستشفى تخصصي حكومي" بالطائف قبول الكشف عليها، أو إدخالها الثلاجة، بإفادة المستشفى، التي جاء فيها "إن المستشفى أجرى الكشف عن المتوفاة، وإن الطبيب اشتبه في أن وفاتها جنائية؛ وبُناءً عليه طلب منه أن يتوجه بها لمُستشفى الملك فيصل بالطائف". وقال الحارثي ل"سبق": حسبي الله ونعم الوكيل فيما أفادوا به من كذب وتزييف للحقيقة؛ حيث إنهم يدعون أنهم كشفوا على الجثة، وأنهم اشتبهوا في أن تكون مقتولة، وطلبوا نقلها لمُستشفى الملك فيصل.
ووصف الحارثي هذه الإفادة بالافتراء والكذب، وأعرب عن أسفه لمثل هذه الإفادات، التي يُقصد بها الالتواء على الأنظمة ومحاولة الهرب من الحقيقة بعد تورط كُل من كان له يد بالواقعة التي حدثت معه أثناء نقله جثة شقيقته المتوفاة.
وتساءل: كيف لي أن أكون قاتلاً وأتولى تسليم من قتلته بنفسي كما يدعون بالمستشفى، وفقاً للإفادة التي علمت عنها، وأخبروني بها عندما زرتهم بإدارة المتابعة بالشؤون الصحية بالطائف؟!
وأقسم الحارثي بأن ما تعرض له أثناء نقله جثة شقيقته، وذكره عبر صحيفة "سبق" بشكل خاص، هو الحقيقة، وأن فصولاً من المهزلة والسخرية وجدها أثناء جداله لتسليم جثة شقيقته؛ حيث رفضوا ذلك، وتركوها لأكثر من ساعة داخل قسم الطوارئ مُسجاة في ظل انشغال المدير المناوب، الذي تنصل بأنه لم يكُن موجوداً وفقاً للإفادة التي وصلت، بخلاف التجمعات بمكتبه واللهو بالجوالات والسوالف، مع محاولاته الحثيثة قبول جثة شقيقته، لكنهم رفضوا؛ ما دفعه للانتقال بها لمستشفى الملك فيصل بالطائف.
وتوعد بتصعيد الأمر أكثر مما هو عليه الآن، وبأنه لن يصمت حتى يأخذ حقه في مثل هذه التجاوزات، وأنه سيُتابع مجريات التحقيقات التي لا تزال مستمرة؛ حتى يعرف النتائج. مؤكداً أن تلك النتائج لن تُعيد له شقيقته التي تركت زوجها وأطفالها من خلفها، بل يهدف من ورائها لتصحيح أوضاع كانت وما زالت غائبة عن أعين المسؤولين، من جراء الإهمال الذي يحدث ببعض المستشفيات، ويكون ضحيته المواطن المسكين، على حد قوله.
ولم ينفِ الناطق الإعلامي بصحة الطائف "سراج الحميدان" تلك الإفادة التي وردت للمتابعة بإدارته، بقدر ما أكد لنا أن مُدير الشؤون الصحية بالطائف الدكتور عبد الرحمن كركمان بعد علمه بتلك الإفادة وجه من جديد بتشكيل لجنة مُصغَّرة للتحقيق والتثبت من كل الأمور المُتعلقة بالقضية، وأكد أن كُل مخطئ سينال جزاءه من العقوبة وفقاً للأنظمة الصادرة.
وكان مُساعد مُدير الشؤون الصحية بمحافظة الطائف الدكتور عبد الرحمن الغامدي قد تسلم رسمياً في وقت سابق شكوى الحارثي. وبعد أن شرح الحارثي شكواه تمت إحالتها للمتابعة التي بدأت فعلياً مجريات التحقيق.
وعلمت "سبق" وقتها أنه سيتم استدعاء المُدير المناوب وطبيب الطوارئ وقت الحالة لتقديم إفادتيهما، كما سيتم استدعاء المُشتكي لحين استكمال إجراءات التحقيق، ثم الرفع بالنتائج لإقرار العقوبة بعد التحقق من كل الحيثيات للقضية، إلا أن اللجنة اكتفت بالإفادة الخطية من مقر أعمالهم.