تظاهر الآلاف من جنود القوات الجوية في اليمن، بالعاصمة صنعاء، أمس السبت، للمطالبة بإقالة قائد القوة اللواء محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس، علي عبد الله صالح، تزامناً مع وصول الأخير إلى الولاياتالمتحدة بغرض العلاج. ونظّم الجنود مسيرة احتجاجية أمام منزل الرئيس اليمني بالإنابة، عبد ربه منصور هادي، للمطالبة برحيل قائد القوات الجوية.
وقال مكتب نائب الرئيس اليمني، والمخول بصلاحيات رئيس الجمهورية، إنه ينظر في قرار إجبار قائد سلاح الجو على التنحي مؤقتاً، لامتصاص موجة الاحتجاجات القائمة ضدّه في معظم القواعد الجوية بمختلف محافظات البلاد، وتشكيل لجنة لإدارة سلاح الطيران.
وندّد مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم بتصعيد الاحتجاجات ضد أقارب الرئيس اليمني ووصفوا التحرُّك بأنه تكتيكٌ غير ملائم وانتهاكٌ لاتفاق نقل السلطة الخليجي.
وبموجب المبادرة الخليج، يتنحي الرئيس اليمني في فبراير المقبل، بعد تلقيه وعائلته حصانة من الملاحقة القانونية، على أن تُنقل سلطاته إلى نائبه، وتجرى انتخابات رئاسية مبكرة في 21 فبراير المقبل.
وصرح طارق الشامي، الناطق باسم حزب المؤتمر: "الرئيس صالح سيتخلى عن السلطة طواعية، المعارضة تضغط على الأزرار الخطأ وتصعد الموقف، ومثل هذه التصرفات لن تساعد على نقلٍ آمنٍ للسلطة."
من جانبها، نفت المعارضة اليمنية الوقوف وراء المسيرات الاحتجاجية ضدّ المسؤولين البارزين من أفراد عائلة الرئيس.
وشهدت الأسبوع الماضي قاعدة الديلمي احتجاجات واسعة للمنتسبين للقوات الجوية، وقام أحد المحتجين بقذف قائد القوة، محمد صالح الأحمر، بحذائه.
وقال نائب قائد القوة، عبد العزيز المحيا: "محمد صالح طالب طياري سلاح الجو بقصف مناطق المدنيين الأبرياء، وسجن العشرات من الطيارين بعد رفض تلك الأوامر.. نحن نثور على القمع".
وأكّد المحيا أن الاحتجاجات أمام مقر نائب الرئيس ستتواصل حتى إقالة الأحمر من السلطة، مضيفاً: "نطالب بسلاح طيران موالٍ للدولة وليس لعائلة محددة.. ثورتنا ستستمر حتى سقوط العائلة من الجيش وسلاح الطيران".
وتزامنت التطورات مع وصول الرئيس اليمني إلى الولاياتالمتحدة في "رحلة شخصية" قالت إن غايتها "علاجية"؛ ليستكمل صالح علاجه من إصاباتٍ لحقت به في انفجارٍ بمسجد الرئاسة في يونيو الماضي.