ترى المدونة والناشطة السعودية إيمان النفجان أن كفاح المرأة السعودية يهدف بالأساس إلى تحقيق ذاتها وتقرير مصيرها، مشيرة إلى أنه أمر شديد الصعوبة، خاصة في ظل خشية العديد من السعوديات من تحمل مسؤولية استقلالها في اتخاذ القرار؛ ما دعا بعضهن إلى إطلاق حملة "ولي أمري أدرى بأمري". وفي مقالها بمجلة "فورين بوليسي" التي تصدر أول ديسمبر المقبل، تتساءل النفجان: "ماذا تريد السعوديات؟"، وتجيب بقولها: "إن الأمر ليس ببساطة الحديث عن قيادة السيارة، ولا التصويت في الانتخابات". وتمضي الكاتبة موضحة: "إن الكثيرين يعتقدون أن السعوديات يسعين للحرية والاستقلال والحصول على حقوقهن المدنية، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فملايين السعوديات ما زلن لا يتحملن مسؤولية هذه الحرية والاستقلال، وحسب صديقة سعودية قالت: "أنا لا أرغب أن أكون مثل المرأة الغربية التي تظل تهرول عبر الطرق طوال اليوم، من أجل توفير احتياجاتها"، أيضاً أطلقت بعض السعوديات حملة "ولي أمري أدرى بأمري". وتقول الكاتبة: "يسعدني أن أقول إنني واحدة من بين الكثير من السعوديات، اللاتي يتمنين تحقيق حلم تصميم وتشكيل حياتهن وتقرير مصيرهن بأيديهن، إنني ضمن أخريات يدركن أن حصولنا على حريتنا الشخصية وحقوقنا، يعني أن نتحمل المسؤولية، وأننا نسعى لأن نمنح بناتنا حقهن بتحقيق مصيرهن والبحث عن السعادة". وتضرب الكاتبة أمثلة بمحاولة المرأة السعودية تقرير مصيرها وتقول: "إن المئات بل الآلاف من السعوديات يكافحن من أجل حقوقهن، وحملة قيادة السيارة نموذج واحد، فالسعوديات من سيدات الأعمال يكافحن من أجل إدارة أعمالهن، وتكافح المرأة من أجل السفر دون الحصول على إذن ولي أمرها، وتكافح المحاميات من أجل الحصول على حق الوقوف أمام القاضي". وتنهي الكاتبة بقولها: "إن كفاح المرأة السعودية لتحقيق ذاتها وتقرير مصيرها، أمر شديد الصعوبة". جدير بالذكر أن إيمان النفجان حاصلة على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من الرياض ثم الماجستير من جامعة برمنجهام في بريطانيا، وتعمل محاضرة لغة إنجليزية في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية، وتعكف حالياً على نيل درجة الدكتوراه في تخصص اللسانيات.