من خلف الكيبورد، استطاعت الكاتبة السعودية إيمان النفجان، إبراز اسم المرأة السعودية، مناصفة مع زميلتها منال الشريف، ضمن أهم 100 شخصية يتم تكريمها للعام 2011، من صحيفة «فورن بوليسي»، كشخصيات أثّرن في «الحوار العالمي». وبدت السعادة واضحة على نبرة صوتها، كونها ستنضم ل «كوكبة من أهم الشخصيات الأكثر تأثيراً في الفكر العالمي». وقالت النفجان ل «الحياة»: «سعادتي لا تزيل إحساسي بالقلق الذي أشعر به، فمن المحزن ألا يفهم البعض مسعاك وجهودك، في حين أنك ترغب بتحريك المياه الراكدة، وإثارة الصمت الذي تغطيه تلك المياه العميقة». وشرحت فلسفتها قائلة: «ما يخبئه البحر من صمت يبدو ثقيلاً وكئيباً». وتساءلت النفجان التي تحضر حالياً، لنيل شهادة الدكتوراه في اللغويات: «تُرى من له الحق في الوصاية على المرأة، أو إقناع نفسه بسلطته عليها في أن تقود سيارتها، أو أن تستأجر سائقاً، أو تمارس حقوقها ضمن الشرع والقانون؟»، مضيفة: «يحق لنا نحن النسوة، بعض من الحريات التي لا نمارسها، على رغم أنها مجرد جزء من حريتنا، ونكابد من أجل تحقيقها، فهي حق من حقوقنا». وتصف النفجان، وهي من مواليد العام 1978، وتخرجت من جامعة برمنغهام، وحاصلة على الماجستير في اللغة الإنكليزية، ما جرى بينها وبين اللجنة المنظمة لاحتفالية التكريم، التي ستكون لصالح صحيفة «فورن بوليسي»، «قبل ستة أسابيع راسلني أعضاء اللجنة عبر الإيميل، وطلبوا مني كتابة مقالة مضمونها «ماذا تريد المرأة السعودية؟»، ثم بعثوا لي أسئلة أنا وزميلتي منال الشريف، وتضمنت على سبيل المثال: الكتب التي قرأتها في العام الماضي، المثل الأعلى في الحياة، هل أفضل الصين أم أميركا». وأكدت إيمان أنها لن تحضر حفلة التكريم، لأنها لا تفضل الحديث المباشر، وأضافت: «لا يعني أنني لست حريصة على الحضور ونيل الجائزة، إنما لا أجد أن عالم الحفاوة يثيرني، كما أنني جربت مسبقاً الحضور في محافل أخرى، لأستغل الفرصة وألتقي بمن أهتم لفكرهم، لكن كثرة الاحتفالات تحول من دون ذلك، ويكون اللقاء سطحياً»، لافتة إلى أنها حينما تكتب وتعمل، فهي تقوم بدورها تجاه قناعتها كامرأة مستقلة. وعن مدونتها، قالت: «بدأتها في العام 2008، وعدد المقالات التي كتبتها كثيرة، وأريد أن يتجرد البعض من قدسية أفكاره، فالبعض لا اتفق مع فكره، ومع هذا أجد أن علينا أن نتحد صفاً، فأنا أحترم كل من يتعارض مع فكري، طالما أنه لا يجاهر برأيه من أجل التمثيل».