استنكر أربعون من علماء ودعاة ومثقفين، ما جرى من أحداثٍ في انتخابات مجلس إدارة النادي الأدبي في الباحة، واصفين اعتلاء الدكتورة سعاد المانع المنصة الرئيسة للحفل، وجلوسها بجوار وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، ومدير عام الأندية الأدبية عبد الله الكناني، وهي كاشفة وجهها، ب "مخالفة شريعة الله". ونصحوا القائمين على "أدبي الباحة" والأندية الأدبية، بأن "يتقوا الله فيما تحمّلوه، وألا يستخدموا هذه المنابر فيما لا يُرضيه، وألا يكونوا معولاً لهدم قيم المجتمع". وأثار اعتلاء الدكتورة المانع المنصة الرئيسة لحفل انتخابات مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي، اعتراض عددٍ من المثقفين الذين حضروا للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، حيث توجهوا إلى إمارة المنطقة، مبدين اعتراضهم على ما حدث. وقال عدد من العلماء والدعاة ومثقفي منطقة الباحة انهم يستنكرون ما حدث من لجنة الإشراف على انتخابات الجمعية العمومية للنادي الأدبي بالباحة الممثلة في رئيسها وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان، ومدير الأندية الأدبية في المملكة عبد الله الكناني، والدكتورة سعاد المانع ممثلة المثقفين، وممثل الإمارة، والممثل القانوني، حيث صعدت الدكتورة سعاد المانع منصة الإشراف أمام أكثر من ثمانين رجلاً، وهي سافرة الوجه، مخالفة بذلك شريعة الله، حيث قال الله - عزّ وجلّ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ)، مخالفة بذلك قيم مجتمعنا الذي منّ الله عليه بالحفاظ على قيم الإسلام ورعايتها وحمايتها وتنميتها. ومخالفة بذلك التعميم السامي رقم 759/8 بتاريخ 5 /10 / 1421ه المتضمن أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال سواء في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها، أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية. واشاروا ان هذا يتنافى مع عادات هذه البلاد وتقاليدها، وإذا كانت توجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة في غير الأعمال التي تناسب طبيعتها، أو في أعمالٍ تؤدي إلى اختلاطها بالرجال، فهذا خطأ يجب تلافيه، وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه. واكدوا على عدة نقاط هي : أولاً: ما قام به بعض أعضاء الجمعية العمومية من الاستنكار على وجود المرأة بين الرجال سافرة عن وجهها أمرٌ شرعي وتسنده النصوص الشرعية ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم (مَن رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). ثانياً: إن مجتمعنا يقوم على ثوابت ومُسَلمات شرعية، وقيم ومُثل إسلامية تربى عليها المجتمع ولا يساوم عليها بشيء، ونحن نستنكر أي اعتداءٍ عليها سواء كان هذا الاعتداء من النادي الأدبي أو من غيره. ثالثاً: إننا نستنكر إشغال الأمة واستنزافها بقضايا هي في الأصل محسومة شرعاً ولا تقبل المساومة والمزايدة كقضية حقوق المرأة. رابعاً: إن الأمة أحوج ما تكون إلى التلاحم والألفة والاتفاق في هذا الوقت المتلاطم بالفتن، وإن ما حدث من لجنة الإشراف على الانتخابات يفرق ولا يجمع، ويُحدث شرخاً في جدار المجتمع ويزرع الحقد والضغينة بين أفراده، وهذا ما لا نرتضيه إطلاقاً. خامساً: يجب على أهل العلم والفضل وقادة الرأي رجالاً ونساءً عدم التخلي عن مسئوليتهم الشرعية, في بيان الحق للناس والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفساد حماية للدين وشعائره من أن يعبث بها عابثٌ، وحفاظاً على المجتمع من الوقوع في شِراك أهل الباطل من المنافقين وأذنابهم قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وقال تعالى (فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ). سادساً: ننصح القائمين على النادي الأدبي في الباحة خاصة، وفي النوادي الأدبية عامة، أن يتقوا الله فيما تحمّلوه، وألا يستخدموا هذه المنابر فيما لا يُرضي الله، وألا يكونوا معولاً لهدم قيم المجتمع. سابعاً: يجب على المرأة في منطقتنا خاصة، وغيرها، عدم التفريط في الالتزام بتعاليم الشرع المطهر وأحكامه تحت ضغوط الواقع، ومن أظهر ما يخصها في ذلك الالتزام بالحجاب الشرعي، فعليها تَلَقِّي هذه الفريضة بالقبول, والاعتزاز بها, والاحتساب في ذلك، وإدراك أن مقصد تحجب المرأة المؤمنة هو إرضاء ربها، الرحيم بها، ثم حفظ كرامتها، وعدم امتهانها. قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ). ثامناً: نذكر المسئولين عن المرأة أن يتَّقوا اللهَ ويُراقبوه تعالى، فلا يفتحوا على الأمّة باباً خطيراً من أبواب الشرِّ إذا فُتح كان من الصعب إغلاقه، وليعلموا أنَّ النصحَ لهذا البلد حكومة وشعباً هو العمل على ما يُبقيه مجتمعاً متماسكاً قويّاً سائراً على نهج الكتاب والسّنّة وعمل سلف الأمَّة، وسد أبواب الفساد والخطر، وإغلاق منافذ الشرور والفتن، ولاسيما ونحن في عصر تكالب الأعداء فيه على المسلمين، وأصبحنا أشد ما نكون حاجة إلى عون الله ودفعه عنّا شرور أعدائنا ومكائدهم. وفي الختام، لا يوقف هذا الزحف على الفضائل والأخلاق في هذه البلاد من دعاة التغريب ومتبعي الأهواء والشهوات، إلا وقفة حازمة وعَزمة صادقة ممن ليس فوق يده إلا يد الله من ولاة الأمر، وفقهم الله، تُبقى فيها النساء في هذه البلاد على ما كانت عليه في عهد أسلافهم؛ فإن الله يَزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، كما قال عثمان بن عفان - رضي الله عنه، سائلين الله أن يصلح أحوال المسلمين وولاة أمورهم، وأن يكبت عدوهم، وأن يحفظ نساء المسلمين من كل شر وبلاء ورذيلة.