تمنّى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن يسجل الدعاة القضايا التي يرون أنها غريبة حتى إذا انتهى موسم الحج تدرس تلك المسائل وتناقش ويشكل لها من العلماء ليبحثوا عنها حتى يضعوا الجواب المناسب لها. وخلال لقاء سماحة المفتي أمس الأربعاء الدعاة المشاركين في الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في موسم حج هذا العام وذلك بقاعة الملك فهد بالإدارة العامة للتربية والتعليم للبنات بمكةالمكرمة، قال إن على طالب العلم تسجيل الأجوبة السديدة فإذا لم يقيدها تضيع مع أدراج الرياح فلابد عليه الاحتفاظ بما جد من مسائل ويدونها ثم يبحث بعدها ويعالجها. وحث المفتي طالب العلم على الاجتهاد والتحري والقراءة والتدبر ، وإذا سئل سؤالاً لم يتضح له الجواب أخّره إلى أن يقرأ ويبحث أو يسأل طلاب العلم ويتعاون معهم حتى يكون الجواب جواباً سديداً موفقاً. وسأل الله لرجال التوعية أن يكونوا دعاة إلى الله على علم وبصيرة وأن يجعلهم ممن يعلم الحق ويفتي به ويرشد إليه ويعيذهم من شرور أنفسهم فالكل خطاء ومقصر فلابد أن نتواضع لله ونعلم أننا مقصرون وإن نلنا من العلم ما نلنا، غيرنا أعلم منا فلنتق الله ونتواضع لله ونعلم أننا محاسبون ومسئولون عما أفتينا به. وقال سماحته المفتي العام للمملكة "إن هناك من يسأل زيداً سؤالاً ويسأل عمراً سؤالاً ويسأل محمداً سؤالاً ، ثم تأتي الأجوبة مختلفة, فيقول هذا اختلاف العلماء في هذه المسألة, ولا يدري المسكين أن سؤاله لزيد صيغته غير صيغة سؤاله لعمر ولعمر غير ما سئل محمد وكل أفتى حسب ما أعطاه من السؤال، فلا ينبغي لهؤلاء أن يشوشوا بين الناس ويأتون بفتوى يظنون أنها متضادة والخطأ كل الخطأ من السائل وأسلوبه فأسلوب السائل له دور فعّال فلينتبه المسؤول إذا سئل إن كان هذا السؤال واقعياً أو كان الاحتمال وارداً فليطلب منه الاستيضاح وليتقي الله وليدقق وليمحص الجواب حتى يكون الجواب موافق" . وشدّد سماحته على أهمية التوعية في الحج فهي أمر مهم ومطلوب، منوهاً بالدور الذي تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في هذا المجال . وأكّد أن على المسلم طالب العلم تقوى الله ومراقبته فيما يقول ويعمل وفي ما يفتي به، وليعلم أن هذه الفتوى التي يصدرها سيحاسب عنها يوم القيامة وأن من اتقى الله في فتواه وتحرى الصواب وبحث عن الدليل من الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة فأصدر فتوى على ما يوافق ذلك كان مأجوراً , مستذكراً قول الله ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ).