التقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ اليوم الدعاة المشاركين في الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في موسم حج هذا العام , وذلك بقاعة الملك فهد بالإدارة العامة للتربية والتعليم للبنات بمكة المكرمة. وبدء اللقاء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم , ثم ألقى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري كلمة أوضح فيها أن التوعية الإسلامية في الحج تهدف إلى تأصيل العقيدة الصحيحة والتحذير مما ينافيها أو يقدح فيها وإبراز محاسن الإسلام ويسره في العبادات والمعاملات والسلوك وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والتحذير من المذاهب الهدامة وتوضيح الحج والعمرة بالدليل من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وبيان حرمة المسلم دمه وماله وعرضه وبيان مكانة وقدسية الحرمين الشريفين وثواب العمل فيهما والحث على تحقيق معاني الوحدة والإخوة الإسلامية واجتماع كلمة المسلمين ووحدة صفوفهم. بعد ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة كلمة توجيهية سأل الله فيها التوفيق والسداد ، وأن يجعل الجميع ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, مؤكداً أن هذا اللقاء السنوي له أثره الفعّال في التعاون والتشاور على ما فيه الخير والصلاح, مشيراً إلى أنه ترد في هذه الأيام أسئلة شائكة ومسائل غريبة قد لا يكون لها ذكر في الماضي وتحتاج فقيه ينزلها إلى القواعد الشرعية والأصول الثابتة . وشدّد سماحته على أهمية التوعية في الحج فهي أمر مهم ومطلوب, منوهاً بالدور الذي تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في هذا المجال . وأكّد أن على المسلم طالب العلم تقوى الله ومراقبته فيما يقول ويعمل وفي ما يفتي به, وليعلم أن هذه الفتوى التي يصدرها سيحاسب عنها يوم القيامة وأن من اتقى الله في فتواه وتحرى الصواب وبحث عن الدليل من الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة فأصدر فتوى على ما يوافق ذلك كان مأجوراً , مستذكراً قول الله (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ))، وحث سماحته طالب العلم على الاجتهاد والتحري والقراءة والتدبر ، وإذا سئل سؤالاً لم يتضح له الجواب أخّره إلى أن يقرأ ويبحث أو يسأل طلاب العلم ويتعاون معهم حتى يكون الجواب جواباً سديداً موفقاً. وتمنّى سماحته أن يسجل الدعاة القضايا التي يرون أنها غريبة حتى إذا انتهى موسم الحج تدرس تلك المسائل وتناقش ويشكل لها من العلماء ليبحثوا عنها حتى يضعوا الجواب المناسب لها, مشيراً إلى أن على طالب العلم تسجيل هذه الأجوبة السديدة فإذا لم يقيدها تضيع مع أدراج الرياح فلابد عليه الاحتفاظ بما جد من مسائل ويدونها ثم يبحث بعدها ويعالجها. وسأل الله لرجال التوعية أن يكونوا دعاة إلى الله على علم وبصيرة وأن يجعلهم ممن يعلم الحق ويفتي به ويرشد إليه ويعيذهم من شرور أنفسهم فالكل خطاء ومقصر فلابد أن نتواضع لله ونعلم أننا مقصرون وإن نلنا من العلم ما نلنا ، غيرنا أعلم منا فلنتق الله ونتواضع لله ونعلم أننا محاسبون ومسئولون عما أفتينا به . وقال سماحته المفتي العام للمملكة "إن هناك من يسأل زيداً سؤالاً ويسأل عمراً سؤالاً ويسأل محمداً سؤالاً ، ثم تأتي الأجوبة مختلفة, فيقول هذا اختلاف العلماء في هذه المسألة, ولا يدري المسكين أن سؤاله لزيد صيغته غير صيغة سؤاله لعمر ولعمر غير ما سئل محمد وكل أفتى حسب ما أعطاه من السؤال ، فلا ينبغي لهؤلاء أن يشوشوا بين الناس ويأتون بفتوى يظنون أنها متضادة والخطأ كل الخطأ من السائل وأسلوبه فأسلوب السائل له دور فعّال فلينتبه المسؤول إذا سئل إن كان هذا السؤال واقعياً أو كان الاحتمال وارداً فليطلب منه الاستيضاح وليتقي الله وليدقق وليمحص الجواب حتى يكون الجواب موافق" . عقب ذلك أجاب سماحته على أسئلة واستفسارات الدعاة المتعلقة بأحكام الحج وآدابه وشروطه وواجباته وفيما يتعلق بالمسائل التي قد تعترض الداعية. // انتهى //