لطفي عبداللطيف - الرياض حذّر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ، رئيس هيئة كبار العلماء ، رئيس اللجنة الدائمة للافتاء رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اسلوب الشدة والجفاء وتيئيس العصاة والواقعين في الاخطاء من رحمة الله ، وقال : ان على رجال الهيئة ان يتصفوا باللين والتواضع ، ولا يغلقوا ابواب الرجاء أمام المخالفين ، واضاف:»افتحوا باب الرجاء والخير امام من يقعون في الاخطاء»، وحذّر المفتي العام من تيئيس اصحاب الاخطاء او تحقيرهم او التحدث اليهم بخطاب سيئ ، لان هؤلاء وقعوا في المعاصي فلابد ان يبصّروا ويرشدوا ، ولا يعنفوا ويحقروا ويوبّخوا ، فالداعية ورجل الهيئة مهمتهما الارشاد والتوعية والتبصير والفرح والسرور بتوبة المخطىء واقلاع العاصي لا الفرح فيه والحقد عليه ، كما طالب سماحته العلماء الذين منّ الله عليهم بالعلم بعدم التعالي على الناس والاستماع اليهم ، وتبصيرهم لا وصفهم بالجهل وعدم العلم ، والاعراض عنهم لأنهم جهلة ، كما طالب القضاة بالحكم بين المتخاصمين بالحق والاستماع الى جميع الاطراف دون تفرقة بين غنيّ او فقير والرحمة والاحسان بين الناس، لأن الكل يدعي الحق لنفسه. في بداية الخطبة أكد المفتي العام أن التواضع صفة من صفات المسلم ، مهما كان مستواه التعليمي والاقتصادي والاجتماعي ، فالتواضع خلق كريم ينال به العبد محبة الله وكسب القلوب بعيدا عن التعالي . فعلى كل مسلم ان يتذكر نفسه وفقره الى الله ، وضعفه وعجزه ، وعظمة الله وكمال علمه وكبريائه ، مطالبا كل مسلم ان يتصف بالتواضع في عمله وكل اموره ولا يستحوذ عليه الشيطان ، فلا يعارض أوامر الله ، ولا يخالف شرعه ، وان يقتدي بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وطالب سماحة المفتي العام الأم والأب ان يتواضعا مع ابنائهم وبناتهم ، ويربيا ابناءهما على الخلق الكريم وطاعة الله ، وان يتواضع الابناء والبنات مع آبائهم وامهاتهم وان يقدّروا مكانتهم . وأكد المفتي العام على دور العلماء في الارشاد والتوعية وبيان صحيح الدين وشرع الله ، وقال : العالم الجليل عليه التواضع لان الله منحه العلم والمعرفة ، فالعلم سبب التواضع ، محذّرا من الغرور والتعالي والكبرياء ، فتواضعْ لعباد الله ولا تتهمْ صاحب السؤال بالجهل وعدم المعرفة ، لأنه جاء اليك ليسألك ويطلب العلم منك ، فعلى العالم وطالب العلم ان يستقبلا السائل ولا يردا سؤال أحد ، فلابد من سماع سؤاله وفهم خطابه ، وبيان الحق والصواب له ، وان يدل الى الخير والصلاح ، واذا كان صاحب مشكلة ان يبين له حلها وفق الشرع ، وقال المفتي العام :لا يمكن ان يقابل سؤال السائل بنظرة غرور واستعلاء وتجاهل وتكبر . واضاف المفتي العام قائلا: إن الجهلة والعصاة زلت أقدامهم في اخطاء ووقعوا في مشكلات واقترفوا سلبيات وخالفوا وان يكون الدعاة صادقين في دعوتهم يفرحون بتوبة العاصي والمخطئ ، لا يملأ الحقد قلوبهم ويفرحوا بوقوع الناس في الاخطاء. وطالب المفتي القضاة الذين يحكمون بين الناس ان يكونوا قضاة حق وعدل ، ويسمعوا لجميع اطراف القضية ، وأن يتحلوا بالعدل والاحسان والشفقة ، لان كل طرف من اطراف القضية يدعي الحق لنفسه ، فلابد من تمحيص شهادة وآراء كل طرف ، سواء كان غنيا او فقيرا ، عالما او جاهلا ، رئيسا او مرؤوسا ، فالجميع امام القاضي سواء ليحقّ الحق بينهم ، كما طالب سماحته من يتولون المسؤولية بالتواضع مع مرؤوسيهم وموظفيهم ولا يستخفون بأي منهم ، وان يكون التواضع الصفة الاساسية لهم مع الجميع.