بالأمس القريب كانت تستعد لزفافها.. تكسو وجهها الفرحة، تنظر للغد بروح مشرقة، يحدوها الأمل في حياة أسرية سعيدة، زميلات العمل يذكرنها بكل الخير، فدائماً البسمة لا تفارقها، والعطاء في العمل من سماتها الطيبة، فهي تعمل مساعدة ممرضة في أحد المستشفيات الحكومية. "سعدية" عروس في العشرينات.. لم تبتسم لها الحياة كثيراً، في غمار فرحتها بزوجها، نسجت أحلاماً في مخيلتها لغد جميل تطمح من خلاله أن تصبح زوجة صالحة، وأماً حنونة تغدق الخير على أبنائها. وفي مساء إحدى الليالي استيقظ أبوها على خبر مؤلم أدمى قلبه، فقد تعرضت ابنته "زهرة حياته" وزوجها لحادث مروري، أسفر عن إصابات خطيرة لابنته، هرول الأب ليطفئ نار خوفه على ابنته، وذهب ليراها طريحة الفراش عاجزة عن الحركة، لم يتمالك نفسه وانهار باكياً على عروس الأمس وقد اغتالت السرعة الجنونية لأحد المراهقين فرحتها. الأب محمد العلاقي تحدث ل "سبق" بكل مشاعر الأبوة الصادقة، قائلاً: منذ شهر تقريباً تعرضت ابنتي العروس وزوجها لحادث مروري، أدى لإصابتها بكسر في فقرات الرقبة، وقد أجرت جراحة عاجلة نجحت بفضل الله. ثم ارتسمت على وجهه ملامح الحزن، وتابع حديثه قائلاً: للأسف أصيبت ابنتي بشلل رباعي أقعدها عن الحركة تماماً، وقد ظلت تحت التنفس الصناعي مدة عشرين يوماً، كنا خلالها نبتهل إلى الله بالدعاء لها بالشفاء. واستكمل "العلاقي" حديثه قائلاً: أنا رجل متقاعد أنفق راتبي لعلاج زوجتي المريضة بالسرطان، وقد تناسينا آلامنا وسط دوامة علاج ابنتي، فهي تحتاج إلى علاج سريري "علاج طبيعي مكثف" مدته أربع ساعات يومياً حتى تعود الأعضاء لوضعها الطبيعي. وبكى متذكراً زفاف ابنته، فقال: كانت عروساً جميلة ذات ملامح ملائكية، وما زالت بسمتها في مخيلتي، فستان زفافها ما زال نابضاً بالحياة وقد عجزت يدها المخضبة بالحناء عن الحركة، كلماتها الأخيرة قبل الزفاف أثرت في مشاعري وهى تطلب منى الدعاء لها بالتوفيق. وتابع حديثه: نصحني الأطباء باستكمال علاجها في البيت بمتابعة من الطب المنزلي، بيد أني أجد أن حالتها الصحية تستدعي بقاءها في المستشفى لاستكمال علاجها. وقال: يعتصر الألم قلبي وأنا أجد ابنتي عاجزة عن الحركة، وقد أخبرنا الطبيب عن توفّر علاج لها في الخارج بأحد المراكز المتخصصة في جراحة المخ والأعصاب في ألمانيا أو التشيك، فهي تحتاج إلى إعادة تأهيل الأعضاء حتى تعود لوضعها الطبيعي، بالإضافة إلى تأهيل أطرافها العلوية والسفلية. وأوضح الأب محمد العلاقي أن ابنته تحتاج إلى السفر بأقصى سرعة كي يُجدي العلاج، بإذن الله، معرباً عن قلقه أن تصاب ابنته بضمور الأعضاء ويصعب علاجها. وبقلب الأب ناشد عبر "سبق" أهل الخير، التكفل بعلاج ابنته في الخارج، قائلاً: نأمل في صحيفتكم الكريمة كل الخير، فأنتم خير معين لنا.. بعد الله.