اعتبرت هيئة التحقيق والادعاء العام بمحافظة الطائف أن إدانة سائق حافلة طُلاب ذوي الاحتياجات الخاصة - وهو وافد سوداني مخالف - ضعيفة جداً تُجاه سحب الطالب الأصم والأبكم الأربعاء الماضي وإنزاله في أحد شوارع الطائف وتركه، وأمرت الهيئة بإطلاق سراحه بالكفالة من مركز الشرطة الموقوف فيه. وكانت الهيئة استجوبت الوافد باعتبار القضية تُسجل ضمن قضايا الاعتداء على النفس، وطلبت حضور الطالب المعني بالواقعة مع والده وأحد المُترجمين لاستجوابه وأخذ أقواله حول القضية وتوثيقها. وعلمت "سبق" أن إدارة التربية والتعليم بالمحافظة تابعت عن طريق مديرها "محمد بن سعيد أبو رأس" مجريات الحالة، حيث أحالها لمُدير خدمات الطُلاب بالإدارة للنظر في الشكوى التي تلقاها من والد الطالب ومُتابعتها والبحث فيها وصولاً لنتيجة مُرضية. وكان الوافد السوداني تجرد من معاني الإنسانية ويعمل سائقاً مُخالفاً مع شركة مُتعهدة لنقل الطُلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ومُتفق معها من قبل إدارة التربية والتعليم بمحافظة الطائف وتعامل بقسوة مع أحد الطُلاب بتأخير إيصاله إلى منزله بعد انصرافه من مدرسته، ولم يكفه ذلك بل قام بإنزاله بأحد الشوارع بطريقة وحشية عندما سحبه وألقى به ثم قذفه بحقيبته مُغادراً الموقع، في حين لجأ الطالب لأحد العمالة الوافدة وطلب منهم المُساعدة لحين أن اتصلوا بوالده وأبلغوه عن ابنه. وكان والد الطالب عادل بن حمود الزهراني "الأصم والأبكم" الذي يدرس بالصف الثالث الثانوي ضمن طُلاب الدمج من ذوي الاحتياجات الخاصة بثانوية الفيصل بالطائف تلقى اتصالاً ليلة الأربعاء الماضي من السائق الأساسي الذي دائماً ما يتولى نقل الطلاب من نفس الفئة ومن بينهم ابنه، وطلب منه أن يوصل ابنه صباحاً كون الحافلة مُتعطلة على أن يتولى أحد السائقين إيصاله بعد انصرافه. ووافق والده على ذلك وقام بإيصاله لمدرسته، إلا أنه تفاجأ عند الواحدة والنصف من ظهر يوم الأربعاء الماضي باتصال يرده من رقم غريب وعندما رد عليه سمع صوت ابنه الذي لم يكن يستطيع الكلام كونه أبكم لينقطع الخط بينه وبين ابنه ليُعاود هو الاتصال مرة أخرى على نفس الرقم ويجاوبه وافد هندي طلب منه أن يحضر وتحديداً لشارع الجيش بالطائف بالقرب من إحدى الورش التي يعمل بها وأن ابنه لديه. والد الطالب كان مفزوعاً وتوجه نحو الموقع المُحدد والخوف يعتريه في مصير ابنه الذي لا يعلمه، حتى شاهد ابنه بين مجموعة من الوافدين الهنود الذين يعملون بالورشة كانوا أبقوه لديهم وشربوه الماء، حيث كان يبكي ونوبة السكر فاجأته ليتعامل معه كما يعرف كونه والده، فيما كُشف عن بلوغ درجة مُتابعة السكر لديه إلى 449. وتوجه بابنه لمركز شرطة السلامة وهُناك تقدم ببلاغ رسمي بعد الاستعانة بمُترجم حضر واستمع للطالب عن طريق لغة الإشارة، ونقل تفاصيل الواقعة التي تم تدوينها بملف التحقيق. وكشف التحقيق عن إساءة وتعد من قبل السائق تُجاه الطالب بعد أن رفض إنزاله عند منزله وأخذ يتجول به في شوارع الطائف لوحده بعد أن تم إيصال كل زملائه من نفس الفئة، ثُم أوقف السائق الحافلة وأخرج الطالب منها ساحباً إياه نحو الأرض بقوة ورمى حقيبته عليه في شارع الجيش تاركاً إياه يُعاني ويسير في الشارع وبكاؤه يعلو؛ حتى أشفق عليه مجموعة من العمالة الهندية الذين أبقوه لديهم بورشة يعملون بها وهدؤوا من وضعه لحين حضور والده بعد أن أبلغوه. وقبضت الشرطة مُمثلة في مركز السلامة بالطائف وقتها على السائق السوداني لتكشف أنه مُخالف ويعمل لدى الشركة المُتعهدة بنقل طُلاب ذوي الاحتياجات الخاصة المُدمجين مع مدارس التعليم العام سائقاً ومهنته الأساسية "مُربي مواش". وجرى استيقافه لدى مركز شرطة السلامة بعد أن تحجج السائق بعدم معرفة منزل الطالب. وتمت إحالته لهيئة التحقيق والادعاء العام التي ما زالت تنظر مجريات الواقعة تحقيقاً لحين أمرت بإطلاق الوافد بالكفالة.