أقدم وافد "سوداني"، يعمل سائقاً مع شركة مُتعهدة لنقل طُلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، على سحب أحد الطلاب من الحافلة بطريقة "غير إنسانية"، ثم ألقى به أرضاً وقذفه بحقيبته مُغادراً بسيارته؛ فلجأ الطالب لأحد العمالة الوافدة طالباً منه المُساعدة والاتصال بوالده وإبلاغه بما حدث؛ فما كان من الوالد إلا أن تقدّم ببلاغ لدى الجهات الأمنية، التي استوقفت السائق، وتُخضعه للتحقيق حالياً لديها. وكان والد الطالب عادل بن حمود الزهراني "الأصم والأبكم"، الذي يدرس ضمن طُلاب الدمج من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويُعاني مرض السُكر، قد تلقى اتصالاً ليلة الأربعاء الماضي من السائق الأساسي، الذي دائماً ما يتولى نقل الطلاب من الفئة نفسها، وطلب منه أن يوصل ابنه صباحاً، على أن يتولى أحد السائقين إيصاله بعد انصرافه؛ فقام الوالد بإيصال ابنه لمدرسته، إلا أنه فوجئ عند الواحدة والنصف من ظُهْر أمس باتصال، وعندما رد عليه سمع صوت ابنه، ثم انقطع الخط بينه وبين ابنه؛ ليُعاود هو الاتصال على الرقم نفسه ويجاوبه وافد هندي طلب منه أن يحضر لشارع الجيش بالطائف بالقرب من إحدى الورش لأخذ ابنه. وتوجه والد الطالب نحو الموقع المُحدد، حينها شاهد ابنه بين مجموعة من الوافدين من الهنود، وكان يبكي ونوبة السكر قد فاجأته، فيما كُشف عن بلوغ درجة مُتابعة السكر لديه إلى 449، حينها توجه بابنه لمركز شرطة السلامة، وهُناك تقدم ببلاغ رسمي لديهم عن إساءة وتعدٍّ من قِبل السائق تجاهه بعد أن كان قد رفض إنزاله عند منزله، وأخذ يتجول به في شوارع الطائف وحده بعد أن تم إيصال زملائه كافة من الفئة نفسها، ثم أوقف السائق الحافلة وأخرج الطالب منها ساحباً إياه نحو الأرض بقوة، ورمى حقيبته عليه في شارع الجيش تاركاً إياه يُعاني ويسير في الشارع وبكاؤه يعلو حتى أن أشفقت عليه مجموعة من العمالة الهندية، وأبقوه لديهم بورشة وهدؤوا من روعه على حين حضور والده. وقد قبضت الشرطة على السائق ، وكشفت عن أنه مُخالف، ويعمل لدى الشركة المُتعهدة بنقل طُلاب ذوي الاحتياجات الخاصة العام سائقاً، ومهنته الأساسية "مُربِّي مواشٍ"؛ فجرى استيقافه رهن التحقيق لديهم بعد أن تحجج. بعدم معرفة منزل الضحية. وأكد والد الطالب عادل حمود الزهراني أنه لن يسكت عن أخذ حق ابنه، وأنه سيُصعّد الأمر لإدارة التربية والتعليم بالمحافظة وللجهات المسؤولة. مُمثل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالطائف "عادل بن تركي الثبيتي" قال في تصريح : تلقينا الشكوى من والد الطالب مُطالباً بضرورة وقوف الجمعية إلى جانبه وإنصافه من جراء ما وقع على ابنه من ضرر وإهمال وإساءة. موضحاً أن الجمعية سوف تُخاطب الجهات المعنية بهذا الشأن؛ كون النظام كفل حقوق هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعاً. وأشار الثبيتي إلى أنه سوف يتواصل مع الجهات المعنية بالقضية، ويُتابع نتائج التحقيق وما تم التوصل إليه، ومن ثم سيتم إعداد تقرير مُفصل عن الحادثة ورفعه لرئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني.