واصلت الصحف الإندونيسية محاولاتها لتعميق الخلاف بين السعودية وإندونيسيا، والذي برز للسطح أخيراً بسبب قضايا بعض المغتربين الإندونيسيين في السعودية، وارتكبت أكبر صحيفة ناطقة بالإنجليزية في إندونيسيا، أول من أمس، خطأً مهنياً كبيراً، حيث غيّرت موقع انتحار عاملة منزلية إندونيسية من "هونج كونج" إلى السعودية. واختارت صحيفة "جاكرتا بوست" عنواناً للخبر، قالت فيه: "عامل مهاجر يسقط ميتاً في السعودية"، فيما تنص مقدمة الخبر على أن "خادمة إندونيسية تبلغ من العمر 30 عاماً، لقيت مصرعها، عقب سقوطها من شقة مخدومها، بالطابق العاشر في "هونج كونج". وأضافت الصحيفة: كشفت بيانات معهد الهجرة، وهو منظمة غير حكومية، أن الخادمة التي تدعى "استقامة"، كانت تعمل منذ العام الماضي في منزل مخدومها في منطقة "بوك فو لام" بهونج كونج. وختمت الصحيفة بمعلوماتٍ قديمة وضعتها كخلفية للخبر حول حالات الانتحار المسجلة للعمالة الإندونيسية في الخارج، حيث قالت: إن "استقامة" تضاف إلى قائمة الخادمات اللاتي فقدن أرواحهن بالخارج، وكان آخرهن "جوجو جوهانا" من مدينة "ماجلينكا" بإقليم "جاوه الغربية" والتي قالت التقارير إنها قتلت عقب سقوطها من شقة مخدومها بمدينة الطائف السعودية. وتطبع "جاكرتا بوست"، التي صدرت لأول مرة في أبريل 1983، أكثر من 50 ألف نسخة يومياً، ويحتل موقعها الإلكتروني المرتبة رقم 619 بحسب القرّاء من الداخل، و27 ألفاً عالمياً، فيما تملكها شركة "بي تي بينا ميديا تينجارا"، ويقع مقرها الرئيس في العاصمة جاكرتا. وكان الكاتب في صحيفة "الوطن" الدكتور علي سعد الموسى، قد حذّر في مقال، قبل أيام، من محاولات تشويه اسم السعودية على "الإنترنت"، ودعا إلى خطواتٍ لتصحيح وتغيير الفكرة المشوّهة عمداً. وقال في مقاله: لا يخذلنا شيء مثل الجملة النمطية التي نردّدها عندما نواجه هذا التشويه: لسنا في حاجة لأن نثبت للآخر وللقوم صورتنا الجميلة ولا تهمنا أبداً صورتنا المشوّهة لديهم بالعمد. وختم بقوله: نحن ألف صورة جميلة تشوّهها عشر صور في المقدمة، الفارق أن خطوة التصحيح بسيطة، لكنّ أحداً لم يستمع.