رغم تبرئة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف. بي. آي" لأسرة السعودي عبد العزيز الحجي، من اتهام بعلاقتها باثنين من خاطفي طائرات 11 سبتمبر، تطالب افتتاحية صحيفة "بافلو نيوز" الأمريكية، أمس الاثنين، بضرورة إحضار الأسرة السعودية إلى الولاياتالمتحدة، وإخضاعها للتحقيق، زاعمة أنه تم حجب معلومات عن لجنة الكونجرس، عما جرى في منزل تلك الأسرة طوال 10 سنوات، وأنه آن الأوان ليعرف الشعب الأمريكي ما حدث. وتحت عنوان "10 سنوات من السرية المفزعة" جاءت افتتاحية الصحيفة الأمريكية مشحونة بالعاطفة، ومركزة على أنه من حق الشعب الأمريكي أن يعرف ما جرى. تقول الافتتاحية: كشفت تقارير صحفية يوم الأحد الماضي عن واحدة من أكثر القصص غير المنشورة فزعاً، في ما يتعلق بأحداث 11 سبتمبر، وهي تلك القصة المتعلقة بمغادرة أسرة سعودية للولايات المتحدة قبل أسبوعين من وقوع الهجمات، الأسرة غادرت فجأة منزلها الفخم في مدينة "سارسوتا" بولاية فلوريدا، تاركة سيارة جديدة وثلاجة مليئة بالطعام وخزينة مفتوحة. ويضيف كاتب الافتتاحية: أما الأسوأ من هذا فكان اكتشاف المحققين في الأسابيع التالية لمغادرة الأسرة، أن سيارات مختطفي طائرات 11 سبتمبر قد زارت منزل الأسرة، وأنها كانت تتلقى اتصالات هاتفية من الخاطفين، ومنهم محمد عطا. وتمضي الافتتاحية: رغم كل هذا، بقيت هذه المعلومات سراً لمدة عشر سنوات، ليس على عامة الشعب الأمريكي فقط، بل بقيت سراً حتى عن أعضاء اللجنة المستقلة التي شكلها الكونجرس للتحقيق في الهجمات. وتضيف: الشعب الأمريكي يستحق الإجابة على أسئلة ظلت تؤرقه على مدى عقد من الزمن، من حقه أن يعرف ما حدث في "سارسوتا" منذ 10 سنوات. وتقول الصحيفة: إن 10 سنوات فترة طويلة، لكن الوقت لم يتأخر بعد لوضع الحقائق إلى جوار بعضها، وحل هذا اللغز الغريب، لم تكن 10 سنوات فترة طويلة لجر أسامة بن لادن إلى العدالة، أو إنشاء نصب تذكارية في المكان الذي كان يحتله مركز التجاري العالمي. وتؤكد الصحيفة أنه على وزارة العدل الأمريكية أن تحضر أسرة السعودي، عبد العزيز الحجي، وزوجته ووالدها صاحب المنزل، وإن كانوا في دولة أخرى، فعلى الحكومة الأمريكية أن تطلبهم للاستجواب. وتضيف الصحيفة: لقد ضحى آلاف الجنود الأمريكيين بأرواحهم رداً على هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وأنفقت الأمة مئات المليارات في عمليات عسكرية، وتأمين الداخل الأمريكي، هذه هي الآثار المدمرة لمثل هذه الهجمات، وفي الوقت الذي توجد فيه قواتنا في أفغانستان والعراق، نظل هنا في طوارئ بسبب تقارير عن تدبير هجمات أخرى في الذكرى العاشرة. وتنهي الصحيفة بقولها: الآن ليس فقط منطقياً أن نطالب بالإجابات، بل من الضروري أن نعرف ما الذي كان يجري في ذلك المنزل في فلوريدا. وكانت تقارير صحفية أمريكية قد اتهمت أسرة الحجي بأنها على علاقة باثنين من خاطفي طائرات 11 سبتمبر، وذلك على خلفية مغادرة الأسرة الولاياتالمتحدة قبل وقوع الأحداث بوقت قصير. وقال "إف. بي. آي": إنه أجرى مقابلات مع أفراد أسرة عبد العزيز الحجي، ولم يجد أي أدلة تربطها بالخاطفين أو بمؤامرة إرهابية، ولذلك أصدر البيان لتصحيح سجل الأسرة السعودية.