كشفت تقارير صادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" أن عدنان شكري جمعة، الذي يحمل إقامة دائمة في الولاياتالمتحدة لمدة 15 عاماً والمولود في السعودية أصبح مسؤول العمليات الإرهابية في تنظيم القاعدة". وأضافت التقارير أن "هذه هي المرة الأولى التي يتولى فيها مسؤولية التخطيط لشن العمليات الإرهابية في القاعدة شخص على دراية بالمجتمع الأمريكي". وكان والد جمعة يعمل في السعودية وتوفي في عام 2004.وهو مواطن من دولة جويانا الواقعة في شمال شرق أمريكا الجنوبية المطلة على المحيط الأطلسي. وتشير تقارير ال " إف. بي. آي" إلى أن جمعة "بينما كان 19 من نشطاء القاعدة يضعون اللمسات الأخيرة لما سيعرف فيما بعد بهجمات 11 سبتمبر، قام ، وهو مهندس كمبيوتر ضعيف البنية يعاني مرض الربو، برحلة جوية من ساوث فلوريدا حيث يقيم إلى بلدة (شارليفيل) المسلمة في ترينداد وتوباجو التي عاش طفولته فيها قبل أن تهاجر أسرته إلى أمريكا". ويرى ال "إف. بي. آي" أن عدنان جمعة، العنصر الأخطر بين زعماء القاعدة في الوقت الحالي. وقال بريان لوبلانك، أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية لمكافحة الإرهاب ومقره ميامي، إن "جمعة تولى مهامه كمسؤول التدريب في القاعدة في أعقاب إلقاء القبض على خالد شيخ محمد والمعروف بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، إنه يلعب الآن دوراً محورياً في تجنيد الشباب بهدف تكوين خلايا جديدة للقاعدة". وأضاف بريان إن جمعة على اتصال مباشر ودائم بالقادة البارزين في القاعدة بما فيهم أسامة بن لادن". ويشير إلى أن جمعة كان أحد أعضاء مجلس العمليات الخارجية في القاعدة ممن وافقوا على شن هجمات على أمريكا والدول الغربية الأخرى، وكان معه اثنان آخران لقيا مصرعهما في عمليات بطائرات أمريكية بدون طيار مما جعله الأوفر حظاً لاعتلاء قمة هرم العمليات الخارجية للقاعدة". ويبحث مكتب التحقيقات الفدرالي عن جمعة منذ عام 2003. ويعتقد أنه عضو القاعدة الوحيد الذي سبق له الحصول على حق بالإقامة الدائمة بالولاياتالمتحدة أو على ما يعرف ب "البطاقة الخضراء". وكان اسم جمعة قد تردد في وقت سابق من هذا العام في لائحة اتهام اتحادية باعتباره أحد المتآمرين في القضية المرفوعة ضد ثلاثة رجال متهمين بالتخطيط لشن هجمات انتحارية على شبكة مترو الأنفاق في نيويورك في 2009. ويشير مكتب التحقيقات إلى أن " جمعة يتمتع بخلفية علمية وقدرة على التنقل بسرعة من مكان لآخر. كما أنه يحظى بالثقة بين أترابه في القاعدة. وتنقله بين معظم دول الغرب يجعل منه إرهابياً في غاية الخطورة والدموية". وتقول والدة جمعة زهرة أحمد، من أمام منزلها في ضاحية ميرامار، إن" ابنها كان كثير الحديث عما يعتبره تجاوزات في المجتمع الأمريكي مثل تعاطي الكحول والمخدرات وارتداء النساء للملابس الخليعة"، ولكنه لم يكن يتبنى العنف" مشيرة إلى أنها "لم تكن على اتصال بابنها طوال السنوات الماضية". وأضافت "هذا الصبي لن يفعل أشياءً شريرة. إنه ليس شخصا شريرا. كان يحب هذا البلد، ولم تكن لديه مشكلة مع الولاياتالمتحدة". ويقول مسؤولو مكافحة الإرهاب داخل وخارج الإدارة الأمريكية إن فريقاً كبيراً من عملاء "إف. بي. آي" يقومون بعملية مطاردة الآن لاصطياده. ولكنهم يقولون إن الصعوبة تكمن في أن بإمكانه الاستفادة من ملامحه التي يمكن أن تساعده على التنكر في صورة مواطن هندي أو لاتيني أو شرق أوسطي. إلى ذلك ،أبقت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الدول الأربع المدرجة على لائحتها للدول المتهمة بدعم الإرهاب وهي إيران وسوريا والسودان وكوبا، لكنها أحجمت عن إضافة كوريا الشمالية رغم ضغوط برلمانيين. وفي تقريرها السنوي حول الإرهاب للعام 2009، أبقت الخارجية الأمريكية الدول الأربع على هذه اللائحة، واصفة إيران بأنها "أكبر دولة راعية للإرهاب".