تمكّن الشاعر الشاب زياد زيد عائض البقمي، من مفاجأة الحضور في الحلقة الأولى المباشرة من الجولة الأخيرة لمسابقة "شاعر الملك"، ليحصد الدرجة الأعلى من لجنة التحكيم للمسابقة، وكانت 93.33 وهي متوسط درجات أعضاء لجنة التحكيم الخمسة. وشهد مسرح قاعة الأمير سلمان بن عبد العزيز بمدارس الرياض، تنافساً كبيراً بين الشعراء الشبان التسعة المشاركين في الحلقة التي بُثت مباشرةً على قناة المرقاب الفضائية وقناة روتانا خليجية، حيث كانت نتائجهم متقاربةً جداًً، ولم تفرق الشاعر الثاني حمد وصل عابد العصيمي، عن البقمي سوى 1.33 درجة لينال من أعضاء اللجنة 92.00 درجة وضعته في المرتبة الثانية. وحلّ في المرتبة الثالثة الشاعر خلف صالح الكريع العنزي، بعد أن منحه أعضاء اللجنة 89.66 درجة من 100، فيما عقبه مباشرة الشاعر تركي سليم السلات 89.33 بفارق ضئيل عن زميله العنزي لا يبلغ درجة واحدة. وتوالت بقية الشعراء بترتيب متقارب جداً وهم كل من: إبراهيم العتيبي 89.00، ضيف الله الحربي 89.00، تركي الحارثي 88.66 ، دلمخ السبيعي 88.66، وسعدالقحطاني 85.33. وانطلقت أولى الحلقات المباشرة من الجولة الثالثة لمسابقة "شاعر الملك"، بحضور كثيف للجمهور يصل نحو ألفين بعضهم متوشحٌ علم الوطن أو حاملٌ صورة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في مشهد مهيب زاده هيبة الديكور الإسلامي المدعوم بالتقنيات الحديثة والشاشات الإلكترونية الحديثة. ولم يكن الحضور شعبياً فقط، بل حظي أيضا بحضور شخصيات عدة من الأمراء والمسؤولين من وقت مبكر، وهم كل من: الأمير خالد بن سعود الكبير والأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، والأمير عبد الإله بن عبد الرحمن بن ناصر، إلى جانب وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر صالح الحجيلان، ومحافظ محافظة رماح الدكتور عبد الله بن سفران، والدكتور عبد الرحمن العقلاء وعدد من الإعلاميين. وأكد رئيس اللجنة العليا المنظمة للمسابقة الشيخ مسعد بن سعود بن سمار، أن المسابقة منطلقة من منطلقات دينية ووطنية في تجسيد اللحمة بين الشعب وولي الأمر، مشدداً على أن المسابقة شيءٌ قليلٌ جداً مقارنة بعطاء الملك عبد الله بن عبدالعزيز لشعبه السعودي. واقتبس ابن سمار فقرات معبرة من كلمة الملك للشعب السعودي عند عودته سالماً من رحلته العلاجية، وقوله: "ما دمت بخير فأنا بخير". ولفت ابن سمار في كلمته للنظر إلى نعيم المملكة العربية السعودية بالأمن الذي هو العمود الفقري للحياة في مختلف أوجهها، وأن الأمن تنطلق منه كل عوامل الحياة المستقرة المثمرة اقتصادياً واجتماعياً وترابط أفراد المجتمع. وشارك في الحلقة كضيف شرف الفنان خالد عبد الرحمن الذي شدا بقصيدة وطنية جديدة من كلمات الشاعر الكبير حبيب العازمي، إذ وجد من الجمهور تفاعلاً كبيراً وتصفيقاً حاراً مع كل مقطع ينتهي منه. وعبّر الفنان خالد عن اعتزازه الكبير بالمشاركة في المسابقة كضيف شرف، وأنه ممتنٌ كثيراً للشيخ مسعد بن سمار على إتاحة الفرصة له ليكون حاضراً في هذه التظاهرة الوطنية العزيزة. وفي أثناء الحديث بين مذيع قناة المرقاب سالم القحطاني والفنان خالد عبد الرحمن، وأي الصفتين تغلب عليه الشاعر أم الفنان؟ لم يرجّح الأخير أياً منهما، لافتاً أنهما وجهان لعملة واحدة هي خالد عبد الرحمن، وأنه يوازن بين الموهبتين لتخدما بعضهما بعضاً. وأضاف أن الفن مرحلة تأتي بعد الشعر، وأن الفنان لا يمكنه غناء قصيدة إلا أن تكون لائقة بالغناء وذات ذائقة للجماهير. فيما أجمع أعضاء لجنة التحكيم، وهم كل من: الأستاذ الدكتور جريد المنصوري، والأستاذ الدكتور محمد مريسي الحارثي، والأستاذ الدكتور سعود الصاعدي، والأستاذ راشد بن جعيثن، والأستاذ علي المسعودي، على أن كل الشعراء فائزون بشرف المشاركة في هذه المسابقة الفريدة، بغض النظر عن الدرجات التي نالوها والترتيب الذي آلت إليه النتيجة النهائية للجولة. واختلفت القراءات النقدية لأعضاء لجنة التحكيم لكل قصيدة على حدة، مؤكدين أن جميع القصائد إبداعية وعلى بحور مختلفة منها العريق ومنها الحديث، وكانت ثرية في صورها وتركيباتها. وأدار المسرح كل من المذيع تركي العجمة والمذيع سالم القحطاني، وكشفا عن تناغم بينهما لتداول الحديث ما بين آعضاء لجنة الحكام وضيف الشرف للمسابقة. وشهد مسرح الحلقة تفاعلاً كبيراً من الجمهور وذلك بالتصفيق مع كل بيت شعر رصين في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، ليكونوا وقوداً للمنافسة المحتدمة بين الشعراء عند إلقائهم قصائدهم ويزيدون ملاحظات لجنة التحكيم الفنية تشويقا. وتم السحب الإلكتروني على جوائز الجمهور لهذه الجولة والبالغة 50 ألف ريال، ليفوز بها 10 من الجمهور نال كل منهم مبلغاً نقدياً قدره خمسة آلاف ريال سعودي، وذلك على فترات متفرقة من الحفل خلال فقرات التوقف بعد تقديم شاعرين من المتسابقين.