سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبتعثو أمريكا يواجهون خطر "الترحيل" وتأخر المكافأة يضعهم تحت "خط الفقر" بثوا معاناتهم عبر "فيس بوك ويوتيوب".. والحربي يقترح: جربوا تغيير الملحق الثقافي
شن طلاب مبتعثون في أمريكا هجوماً على الملحقية الثقافية، واتهموها بالتقاعس عن أداء واجباتها تجاههم، ما تسبب في دخولهم خطر "الترحيل"؛ بسبب الإقامة غير النظامية، فضلاً عن تأخر المكافآت. وقال طلاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي: إنه نتيجة اللجوء إلى الصحافة الورقية والإلكترونية والكتابة عن معاناتهم مع الملحقية وموظفيها، أصدرت الملحقية –على حد قولهم- بياناً تهديدياً ودأبت على ملاحقة أي خبر صحفي أو مقال يتطرق لها، حتى إنها راسلت موقع "يوتيوب" لحذف كل ما هو قادر على فضح ممارساتها ضد الطلبة، أو يُظهر حقيقة ما يعانيه المبتعثون في أمريكا. أحد الطلاب المبتعثين في أمريكا قال في اتصال هاتفي مع "سبق": إن ما يطالبون به هي "حقوقهم" فقط، كالمكافآت التي دائماً ما تتأخر أو تصرف ناقصة, مشيراً إلى أن المشاكل التقنية الحاصلة في البوابة الإلكترونية، دعته إلى الذهاب من الولاية التي يدرس فيها إلى الملحقية التي تبعد عنها 16 ساعة، وكان ذلك لتوقيع ورقة، بينما كان باستطاعتهم توقيعها إلكترونياً. وأضاف: طلبت الملحقية ورقة قبول من الجامعة، وعندما حصلت عليها عُلقت المعاملة 3 أشهر، دون أي سبب. وزاد: من حرص الطلاب على المطالبة بحقوقهم بطرق رسمية، تقدموا في وقت سابق بخطاب إلى الملحق الثقافي السعودي في أمريكا، ذكروا فيه أنهم جاؤوا من السعودية وتغربوا عن أهلهم وذويهم لطلب العلم وليعودوا إلى البلاد مسلحين بالعلم المفيد والمشاركة في بناء وتطوير الوطن الغالي كلٍ في تخصصه، لا أن يعودوا كطلابٍ مُحملين بالديون المادية؛ بسبب تقاعس بعض المشرفين في الملحقية. وأضافوا في الخطاب: "مطالبنا ليست بالمعضلة عليكم وليست خارج نطاق صلاحياتكم ولا يوجد بينها ما يتطلب تجاوز النظام بل هي مطالب بسيطة، فهدفنا إكمال مشوارنا الدراسي بكل يسر وسهولة وأن نفخر بملحقيتنا التي نريد منها حفظ كرامتنا كطلاب علم وإنجاز أعمالها في حدود النظام والقوانين التي ينص عليها نظام الابتعاث في وزارة التعليم العالي". وزاد الطلاب: "يعلم الله.. لم يكن لنا السبق في السعي وتصيد أخطاء الملحقية وموظفيها، إلا بعد أن أشغلتنا الملحقية وموظفوها بتأخير معاملاتنا والمماطلة في إنجازها، والأسلوب البعيد عن الإنسانية وغير اللائق من بعض الموظفين والمشرفين معنا، ونحن هنا نتكلم باسم الجميع فقد وكَّلنا زملاؤنا الطلاب ولسنا خيارهم، وإنما لمتابعة شكاويهم والوصول إلى حل يجعل الطالب متفرغاً كُلياً لدراسته". ولخص الطلاب في خطابهم شكواهم، حيث إن بعضهم مُهدد بالترحيل من أمريكا بسبب الإقامة غير النظامية، إلى جانب أن بعض الجامعات والمعاهد يهمها في المقام الأول حصول الطالب على تأمين صحي وتقديم خطاب الضمان المالي للجهة التي يدرس بها لكي لا يتعرض للطرد. وقالوا: لا يخفى على سعادتكم النظام المتخذ في الجامعات ومعاهد اللغة في الولاياتالأمريكية، والتي من أهمها حصول الطالب على تأمين صحي وتقديم خطاب الضمان المالي للجهة التي يدرس بها. وأكد الطلاب في خطابهم: "هناك الكثير من الطلاب انتهت فترة إقامتهم النظامية في أمريكا وهم الآن في فترة الإقامة غير النظامية، وكل هذا يحدث بتعاون وعلم من قبل بعض المشرفين". وتستمر معاناة الطلاب في التأخر بالمعاملات التي يتم إرسالها للملحق؛ بسبب تهميش المشرفين لمطالبهم، رغم أنها أمور مطلوبة من قِبل جهة الدراسة. وأكدوا أن المشرفين يرفضون إنجاز المعاملات بحجة أن لديهم تعميماً ينص على أنه لا بد أن يكون التواصل عن طريق البوابة الإلكترونية، وقال الطلاب: "إذا تم الرفع عن طريق البوابة لا يجد من يجيبه، أي أننا في الحالتين أصبحنا تائهين وأصبح مستقبلنا بين فكي التكهن والاستفهام، فأصبح تفكير الطالب مشغولاً بحساب متى يتم رفع الطلب ومتى يتم الرد عليه ومتى سيتم طردي من أمريكا؟ فأي تعليم نستطيع الحصول عليه مع هذا الضغط النفسي والتشرد الذهني الذي نعايشه بشكل يومي؟". ومن المُطالبات التي وجّهها الطلاب، وهم شريحة كبيرة من الذين يقبعون تحت خط الفقر بسبب تأخر مكافآتهم الشهرية التي استمرت لدى البعض أكثر من 3 أشهر، إلى جانب غلاء المعيشة بأمريكا، مؤكدين أن بعض الطلاب اضطر إلى الاستدانة من أصدقائه، أي إن الطالب السعودي سيعود محملاً بالديون وليس بالعلم الذي تغرب لأجله. صحفياً، تطرق الكاتب خلف الحربي في مقاله يوم الثلاثاء الماضي إلى ما ورده من شكاوى، وكتب تحت عنوان "جربوا تغيير الملحق الثقافي!": إن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي مشروع عظيم سينقل البلاد بإذن الله في مختلف المجالات، وهو واحد من الإنجازات التاريخية الكثيرة التي تميز بها عهد هذا الملك الصالح المصلح، أطال الله في عمره، والمبتعثون اليوم أكثر من 50 ألف طالب وطالبة، أي أنهم شعب كامل يتلقى العلم في مشارق الأرض ومغاربها، وستكون لهم بصمتهم الواضحة حين يعودوا إلى أرض الوطن، ولكن المنغص الأكبر على هذا البرنامج هي الملحقيات الثقافية التي لم تستوعب حتى الآن أهداف هذا المشروع الوطني الكبير. ونقل "الحربي" معاناة الطلاب المبتعثين التي تلقاها، سواء من المعاملة الفوقية التي يواجهونها، ناهيك عن الإجراءات البيروقراطية والشروط التعجيزية التي تفرضها هذه الملحقيات على طلبة وطالبات في مقتبل العمر يعيشون في الغربة، وقد وصل التذمر من الملحقية الثقافية في واشنطن إلى درجة أن بعض المبتعثين اعتصموا أمام أبواب الملحقية بعد أن تعطلت أمورهم بسبب النظام الإلكتروني الجديد (الذي تؤكد الكثير من الرسائل أنه لا يعمل) وكذلك بسبب تجاهل موظفي الملحقية لاتصالاتهم ورسائلهم، فاضطر الملحق الثقافي أن ينزل من عليائه أخيراً ويتفاوض معهم ويختار فريقاً تطوعياً منهم لحل مشاكل زملائهم. وقدّم الحربي اقتراحاً لوزير التعليم العالي بتغيير الملحقين الثقافيين أو تدويرهم بين فترة وأخرى، كي يصل هذا المشروع الوطني إلى أهدافه النبيلة، مضيفاً: "فتجديد الدماء مهم وحيوي وليس من المعقول أن نترك برنامجاً يكلف خزينة الدولة المليارات ويستفيد منه أكثر من 150 ألف طالب إرضاء لخواطر خمسة أو ستة أشخاص، نحن اليوم بأمس الحاجة إلى رجال أو نساء يتفهمون مشاكل أبناء جلدتهم في الغربة، ويسعون لتذليل الصعوبات أمامهم وليس العكس، والتغيير والتدوير إحدى الوسائل المجربة لحل المشاكل المستعصية". الشبكات الاجتماعية حضرت وبقوة، حيث تم إنشاء أكثر من مجموعة وصفحة في الموقع الاجتماعي الأكثر شعبية "فيس بوك" للمطالبة بإصلاح الخلل في الملحقية، ومعاقبة المشرفين المتهاونين في شؤون الطلاب والتحقيق في الإهمال الحاصل في الملحقية، إلى جانب التعامل السيئ مع الطلاب المبتعثين. وعرى موقع "يوتيوب" الملحقية وطريقة تعاملها مع المبتعثين، سواء عبر اتصالات هاتفية مُسجلة أو حضور الطلاب للملحقية واعتصام البعض منهم داخل المبنى؛ بسبب التعامل الذي وصف بالسيئ من قِبل موظفي الملحقية، حيث ظهر مقطع حديث يُظهر شاباً جالساً أمام مكتب أحدهم، مُطالباً بحضور أي أحد في الملحقية، ويقول له إن جلوسك هنا خطأ. وقال في مقطع الفيديو إن إحدى الموظفات هددته رغم محاولة إقناعه بأن جلوسه خاطئ، لكنه أصر على الجلوس حتى يأتي أحد المسؤولين.