أخذ القمع العرقي الإيراني في التصاعد؛ منتهكاً كل الحقوق الإنسانية والحريات الأساسية للشعب العربي الأحوازي؛ امتداداً لثمانية عقود من الاحتلال وما رافقه من أعمال سلب، ونهب، واضطهاد، وقتل، وتشريد، ومجازر، وأعمال تطهير عرقي، وإبادة جماعية ارتكبتها الأنظمة المتعاقبة في سدة الحكم. وما زال هذا الشعب العربي بجميع أطيافه من سنة وشيعة يتعرض إلى معاملة تمييز تستند إلى التفرقة العنصرية بينه وبين الفرس المهاجرين إلى الإقليم بعد احتلاله عام 1925؛ الأمر الذي يتعارض مع ما تتشدق به إيران من أنها حامي حمى الشيعة في العالم، وتصل أياديها لمساعدتهم في لبنان والعراق واليمن وغيرهما؛ في حين ترتكب المجازر بحق شيعة الأحواز؛ وذلك لأنهم عرب فقط!
تلوث ومرض غامض ساهم وجود النفايات وطفح مياه المجاري مع عدم أداء المؤسسات والمراكز المعنية لواجباتها، في انتشار الأوبئة في حي الملاشية المعروف بمعقل الثوار في الإقليم الأغنى بالثروات الطبيعية في جغرافيا ما تعرف في إيران؛ مما أدى إلى وفاة طفلتين أحوازيتين بمرض غير معروف وسط تنصل مراكز الصحة من أداء واجباتها؛ بحجة عدم امتلاك أجهزة ومعدات وأدوية لازمة لمعالجة المرضى!
وأكد أطباء أحواز أن معدلات الإصابة بمرض السرطان قد ازدادت في الآونة الأخيرة؛ ولا سيما في المناطق الشمالية من الأحواز؛ إذ تجاوزت 20% نتيجة استنشاق الهواء الملوث واستخدام مياه غير صالحة للشرب.
وأشاروا في بعض الإحصائيات والدراسات الميدانية المؤكدة إلى أن الأحواز تُعَدّ من أكثر المناطق التي تعاني من التلوث البيئي والأمراض الخطيرة؛ مقارنة مع محافظات الدولة الفارسية والأقاليم الواقعة تحت احتلالها.
وأعلنت دوائر الصحة، مطلع هذا الأسبوع في مدن: (القنيطرة، وأبو شهر، وميناء كنعان)، وفاة ثلاثة أحوازيين نتيجة إصابتهم بفيروس إنفلونزا الخنازير، سبقهم وفاة أربعة أحوازيين في العاصمة، والحميدية، والفلاحية وعبادان؛ وسط تكتم من سلطات الاحتلال الفارسي على العدد الحقيقي للمصابين بهذا الفيروس القاتل؛ الأمر الذي تسبب في انتشار حالة من الخوف والرعب في صفوف الشارع الأحوازي.
حرمان مدينة ويس يعاني الأحوازيون في مدينة "ويس" شمال شرق الأحواز العاصمة، من غياب التنمية، والحرمان من أبسط احتياجاتهم نتيجة الإهمال المتعمد الذي تنتهجه دولة الاحتلال؛ مما فاقم أوضاعهم الحياتية إلى حد كبير في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وعدم وجود طرق وشوارع معبدة، وشح المياه الصالحة للشرب، وصعوبة الحصول على الغاز المنزلي، وغياب شبكة الصرف الصحي، وتكدس النفايات في الشوارع.
وتتفاقم معاناة سكان المدينة مع مجيء فصل الشتاء وهطول الأمطار؛ حيث تغمر مياه الأمطار والصرف الصحي الشوارع والطرقات الترابية، وتُحَوّلها إلى "مستنقعات" تُعيق تردد المارة والمركبات، مع وجود عدد كبير من الحفر المغمورة بالمياه في الشوارع، كانت قد حفرتها شركات فارسية بحجة إنشاء شبكة للصرف الصحي وتركتها مكشوفة وانسحبت من العمل دون إكمالها.
اغتصاب آلاف الهكتارات أغتصب الاحتلال الفارسي ثلاثين ألف هكتار من أراضي "أم الدبس" و"دوسلك" التابعتين لمنطقة ميسان- وسلمتهما إلى المستوطنين، ضمن مشروع "إسكان عشائر" الذي تنفذه دولة الاحتلال لتغيير التركيبة الديموغرافية الأحوازية لصالح المستوطنين، وتهجير العرب منها.
سدود تجفيفية للأنهار أعلنت دولة الاحتلال عن إنشاء سدين على نهري الخير والكرخة في الأحواز؛ على الرغم من التحذيرات التي وجهها خبراء البيئة من تأثيراتهما السلبية، واحتمال وقوع أضرار جسيمة على الأنهر الأحوازية والشعب الأحوازي نتيجة بناء السدود؛ إلا أن دولة الاحتلال ماضية في سياساتها ضد الإنسانية في تدمير البيئة وتجفيف الأنهر والمستنقعات الأحوازية.
منعت مهرجان القلم منعت مخابرات الاحتلال إقامة "مهرجان القلم" المقرر إقامته في الجامعة الأهلية بمدينة الأحواز؛ بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وهددت القائمين على المهرجان باعتقالهم وزجهم في غياهب السجون إذا ما حاولوا إقامة المهرجان، في ممارسات تكشف زيف وكذب ادعاءات الاحتلال الفارسي وأذنابه بوجود انفتاح سياسي وثقافي في الأحواز، وتعتبر دليلاً واضحاً وبارزاً على انتهاك الاحتلال لأبسط الحقوق الثقافية والمدنية التي تنص عليه القوانين والاتفاقيات الدولية.
طرد 25 عاملاً طردت الشركة المنفذة لمشروع تسطيح الأراضي الزراعية في مدينة ويس شمال شرق الأحواز العاصمة، 25 عاملاً أحوازياً دون أن توضح أسباب طردهم؛ الأمر الذي دفعهم إلى الاعتصام أمام مقر الشركة للمطالبة بحقوقهم، وهو ما واجهته قوات الحرس الثوري بتهديد العمال المطرودين بالاعتقال، وزجهم في السجن إذا لم يفضوا اعتصامهم ويُخلوا مقر الشركة.