واصلت كل من مبادرة "الفن جميل" ومؤسسة "كروسواي" تعاونهما طويل الأمد من خلال شراكتهما هذا العام، في تنظيم "رحلة الفن جميل إلى اليابان 2015"، حيث تم خلال الفترة بين 15- 30 نوفمبر 2015 اختيار ثمانية فنانين شباب من المملكة العربية السعودية، والإمارات، والكويت، والمملكة المتحدة، ودعوتهم للتعاون مع مؤسسات فنية وإبداعية في عدة مدن يابانية مثل طوكيو، وكيوتو، وهيروشيما، وناوشيما، تحت إشراف الرئيسية الفنية للمشروع، الفنانة التشكيلية الكويتية منيرة القادري. وأظهر البرنامج التزام مبادرة "الفن جميل" في الاستثمار بالجيل القادم من المواهب الإبداعية الخليجية، والرغبة في توفير فرص تدريبية مهنية للفنانين الشباب. وكانت مؤسسة "كروسواي" قد حظيت بسمعة جيدة في توفير فرص تطوير مهنية فريدة من نوعها "تتجاوز الجدران الأربعة"، وقد تم تعيين هذه المؤسسة لإدارة المشروع؛ نظراً لخبرتها الغنية في تنفيذ المبادرات التعليمية الفنية للشباب منذ عام 2007.
وتم توثيق أعمال المجموعة في اليابان من خلال إنتاج خمسة أفلام قصيرة، من إبداع الفنان الياباني يوسوكي شيباتا.
وبدأت الرحلة في طوكيو بتعرّف أعضاء الفريق على بعضهم البعض، وزيارة معرض "تاكاشي موراكامي" في متحف موري للفنون، تلا ذلك لقاء بالفنانين اليابانيين الناشئين في موقع الأعمال الفنية "طوكيو وندر سايت"، والتدرب على فن البوتو (أحد أشكال المسرح الراقص الياباني)، وزيارة أحد الاستوديوهات الفنية مع الفنان تشيم بوم.
وانتقل الفريق إلى كيوتو، حيث اطلعوا على الحياة في نزل "ريوكان" (أحد بيوت الضيافة اليابانية التقليدية)، وتعلموا كيفية تحضير الشاي الأخضر في حفل الشاي، وقاموا بصنع منحوتات وقطع فنية من الأشياء اليومية التي يتم شراؤها من متجر "100 ين" مع النحات تيبي كنوجي، ومارسوا رياضة التأمل في معبد "تايزو إن"، ثم قضوا فترة ما بعد الظهر في استكشاف العديد من المعابد والأضرحة المنتشرة حول جبال أراشيياما.
وانتقل الفريق إلى هيروشيما، المدينة التي تم تدميرها بالكامل بقنبلة نووية في الحرب العالمية الثانية. وعملوا هناك مع الفنان العالمي الشهير ماساو أوكابي، وتتبعوا الأشجار التي كانت قد تضررت بالقنبلة الذرية من خلال استخدام تقنية "التدلاك"، ثم تم إعطاء المجموعة مهمة تشكيل معرض مؤقت في معرض "جي" في هيروشيما باستخدام الأعمال التي تم صنعها في روشة العمل.
وتمثلت الوجهة الأخيرة للفريق في "ناوشيما"، و"إينوجياما"، و"تيشيما"، وهي مجموعة من الجزر الواقعة في بحر سيتو الداخلي، والمعروفة بفنها وهندستها المعمارية المعاصرة.
وفي نهاية الرحلة، عاد الفريق إلى طوكيو، حيث تعلموا فن "بونسايط في ورشة صنع "بونساي"، وأمضوا نهارهم في معهد "إيكجيري" للتصميم، واستعرضوا ما قاموا به في هذين الأسبوعين والأعمال التي أبدعوها خلال هذه المدة.
وقالت المشارِكة نور فلايهان،: "لم أكن أحلم أبداً أن أحظى بفرصة لتمثيل بلدي والانضمام لمؤسسة "كروسواي" و"الفن جميل" في واحدة من رحلاتهم المتميزة. منذ وصولنا إلى اليابان، بدأنا جميعاً في الخروج من دائرة الأمان الخاصة بكل منا، فبدأنا نشارك في أمور جديدة لم نكن لنفعلها لولا تلك الرحلة. شجعونا ألا نخاف من التجربة، ومن ثم أتاحت لنا الرحلة التغلب على المعوقات الجسدية والذهنية".
وأشار محمد الفرج من السعودية إلى أنه من المثير أن أبتعد قليلاً عن مجال التصوير وصناعة الأفلام، وأن أستكشف العديد من أنواع الفن وأتفهمها.
وأضاف: كان البرنامج مكثفاً إلا أنه كان ثرياً للغاية بالنسبة لي، وتعجز الكلمات عن التعبير عن مدى امتناني للحصول على فرصة المشاركة في هذه التجربة".